وفرض نمط الحياة المعاصرة وسرعة ايقاع جريانها، تغيرًا في طرق ونوعية الطعام الذي يأكله الإنسان ليتحول من الأكل الصحي الذي كان الأجداد يتناولونه، إلى أنواع جديدة من الطعام تتسم بسرعة الإعداد لتواكب سرعة الحياة.
وتسبب الطعام السريع والوجبات المصنعة بجدل كبير بين الباحثين والعلماء، أجمعت فيه الأراء تقريبًا على ضررها ونتائجها بعيدة المدى والتي ظهرت آثارها لظواهر السمنة والأمراض الأخرى كالسمنة والسكري وأمراض الضغط والقلب وغيرها، مما استوجب إطلاق تحذيرات حاسمة باختيار تلك الأطعمة كنمط تغذية متكرر في الحياة اليومية.
من جهتها، كشفت سوزي باريل، خبيرة التغذية الأسترالية الشهيرة، عما يجري في جسم الإنسان عند تناول الأكلات السريعة باستمرار.
وتشير الخبيرة إلى أن الحديث يدور حول تناول الهمبرغر والبطاطا المقلية والدجاج المقلي والبيتزا، لأنها أسوأ اختيار لمن يريد تناول طعام صحي ويريد التخلص من الوزن الزائد.
وتقول باريل، “تحتوي المأكولات السريعة على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية والكربوهيدرات المصنعة والسكر والملح. وتحتوي المأكولات السريعة الأكثر شيوعا التي نشتريها، تقريبا على السعرات الحرارية وكمية الأملاح والسكر والدهون المشبعة اللازمة للجسم خلال يومين”.
وتضيف الخبيرة محذرة، وعواقب تناول الأطعمة الدهنية بانتظام وخلال فترة طويلة تكون سيئة، تبدأ بزيادة الوزن وتنتهي بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن السكري إلى بعض أنواع السرطان.
وتؤكد الخبيرة على أنه في “الحقيقة قبل كل شيء يزداد الضغط على المعدة والدماغ بسبب كثرة الدهون والسعرات الحرارية والكربوهيدرات والسكريات. وهذه المواد لها تأثير سيء في الجسم. والمثير للاهتمام بعد تناول وجبة من الأكلات السريعة، يشعر الشخص بالجوع أسرع من المعتاد، ما يجعله يرغب بتناول كمية أكبر من هذه الأكلات الغنية بالدهون والسكر”.
ووفقا للخبيرة، هناك مشكلة أخرى، وهي ارتفاع نسبة الأملاح في هذه الأكلات. هذا الارتفاع يسبب تغير مستوى ضغط الدم ومرونة الأوعية الدموية، وهذا يمكن ملاحظته خلال بضعة ساعات بعد تناول كمية متوسطة الحجم من هذه الأكلات السريعة أو عدد من قطع الهمبرغر.
وعلاوة على هذا، يسبب الملح احتباس السوائل في الجسم، الذي يحاول التخلص من كمية الأملاح. كما أن القلب يضطر للمساهمة في عملية هضم هذه الأطعمة غير الصحية، ما يجعل الإنسان يشعر بالخمول والتعب.