أصدرت اليابان قراراً صادماً فيما يتعلق باستزراع أعضاء بشرية داخل الحيوانات.
ومنحت الحكومة اليابانية الضوء الأخضر للعلماء لاستزراع أعضاء بشرية داخل حيوانات، الأمر الذي أثار تساؤلات أخلاقية معقّدة.
ويثير استزراع أجنة حيوانية تتمتّع بخلايا بشرية، لتشكيل ما يعرف بـ”كائنات خيمرية”، مخاوف كبيرة من عدم التحكّم بالكامل بأيّ أعضاء بشرية تتشكّل لدى الحيوان.
وتختلف الأحكام في هذا الصدد باختلاف البلدان، فالولايات المتحدة لا تفرض أي قيود على إنشاء كائنات خيمرية، في حين تحظر بلدان أخرى إبقاءها حيّة أكثر من أسبوعين، ويخشى البعض تشكيل كائنات من هذا النوع مع أدمغة بشرية أو خلايا تناسلية، غير أن خبراء لفتوا إلى أنه من غير الصائب اعتبار أن هذه الأبحاث تؤدي إلى تشكيل “كائنات هجينة بشرية حيوانية”.
وهذه الأبحاث، التي يشرف عليها الأستاذ المحاضر في علم الوراثة في جامعة ستانفورد، “هيروميتسو ناكاوشي”، هي الأولى من نوعها التي تحصل على موافقة من الحكومة بعدما عدّلت اليابان قوانينها بشأن استزراع خلايا بشرية في حيوانات، وقال ناكاوشي: “استغرق الأمر 10 سنوات تقريبا لكن بات في وسعنا الآن إطلاق التجارب”.
وقال المستشار الاستراتيجي في كلية هارفارد للطبّ، وليام لنش: “الفرق كبير بين الكائنات الهجينة وتلك الخيمرية”، وأوضح: “عند كائن هجين بشري حيواني، يكون نصف الحمض النووي في كلّ خلية بشريا والنصف الآخر حيوانيا، وفي المقابل، تضمّ الكائنات الخيمرية مزيجا من الخلايا البشرية والحيوانية”، مشددا على ضرورة “استخدام المصطلح الصائب”.
وكانت اليابان طلبت سابقا من الباحثين القضاء على الأجنة الحيوانية المستزرعة مع خلايا بشرية بعد 14 يوما ومنعت زرع الجنين في رحم الحيوان لينمو، ولكن السلطات رفعت هذه القيود في آذار الماضي، سامحة للباحثين بطلب رخص فردية لمشاريع بحثية.
وتقوم هذه التقنية البحثية عالية التطوّر -المثيرة للجدل- على زرع أجنّة حيوانية معدّلة بواسطة “خلايا جذعية مستحثّة متعدّدة الوظائف” يمكن تطويعها لتشكّل أساس أيّ عضو من أعضاء جسم الإنسان، وهي خطوة أولى في مسار طويل جدّا لتنمية أعضاء بشرية مستقبلا داخل حيوانات.
وتقضي هذه الأبحاث باستحداث أجنة حيوانية، لفئران أو جرذان أو خنازير، ينقصها عضو معيّن، مثل البنكرياس، ثمّ تستزرع خلايا جذعية مستحثّة متعدّدة الوظائف لتتحوّل إلى العضو الناقص، وينقل الجنين إلى رحم الحيوان حيث يمكنه مبدئيا أن ينمو مع بنكرياس بشري صالح.
وكانت أبحاث أولية قد حقّقت نتائج واعدة، بما في ذلك نموّ كامل لأعضاء بنكرياس لفئران عند جرذان، وعندما أعيد زرع البنكرياس داخل الفأر، عمل العضو بشكل طبيعي وتحكّم بمستويات الجلوكوز في الدمّ عند الفئران المصابة بالسكري لكن اختبارات أخرى كانت أكثر تعقيدا، فقد تمكّن الباحثون من تنمية أكباد فئران عند الجرذان، لكن الخلايا الجذعية للجرذان المزروعة عند الفئران لم تنمُ كما ينبغي.
وبالرغم من أن أكباد الفئران نمت بشكل طبيعيي عند الجرذان، نفقت هذه الأخيرة بعيد وضع صغارها بسبب مضاعفات ناجمة عن طريقة تعديلها قبل استزراع خلايا الفئران.
أعلن باحثون يابانيون، الجمعة الماضية 26 تموز الفائت، أنهم تمكنوا من نقل خلايا جذعية يطلق عليها اسم “الخلايا الجذعية المستحثّة” إلى دماغ مريض مصاب بداء باركنسون “الشلل الرعاش”، لأول مرة في تاريخ الطب، في عملية جراحية أجريت الشهر الماضي وامتدت 3 ساعات.
ونجح الباحثون في جامعة كيوتو في حقن مليونين و400 ألف من هذه الخلايا القادرة على توليد أي نوع من الخلايا، في القسم الأيسر من دماغ مريض يبلغ 50 عاما، وسيبقى تحت المراقبة لمدة سنيتن، بحسب ما جاء في بيان للجامعة.
وأخذت الخلايا الجذعية المستحثة من متبرعين سليمين، ويعوّل عليها لتنمية الأعصاب المنتجة لمادة دوبامين المسؤولة عن التحكم بالحركة.
وسبق أن أعلنت جامعة كيوتو في تموز الماضي أنها ستجري هذه التجربة مع 7 مشاركين تتراوح أعمارهم بين 50 و69.
ويصيب مرض باركنسون 10 ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى تدهور في عمل الأعصاب وأعراض منها الرجفة وتصلّب بعض الأعضاء.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي