ما زالت اليابان تحاول استعادة اللبناني “كارلوس غصن” بعد وصوله الغامض إلى لبنان، حيث كان يقيم بشكل إجباري في اليابان ويخضع لمراقبة مكثفة، لكنه وصل الأسبوع الماضي إلى لبنان بقصة هرب غامضة ومثيرة.
وتسبب هرب غصن ومطالبة اليابان به، ببلبلة دولية، إذ يحمل غصن ثلاث جنسيات “البرازيلية، الفرنسية، اللبنانية”، إذ أعلنت كل من لبنان وفرنسا عدم تسليمها رجل الأعمال الشهير في حال تواجده على أراضيها، بينما لم يصدر أي تصريح مماثل من البرازيل حيث ولد غصن.
فقد أعلن وزير العدل الياباني صباح اليوم الأحد، بأن الشرطة اليابانية أصدرت مذكرة دولية، للقبض على “كارلوس غصن”، والذي هرب من اليابان حيث كان قيد الإقامة الجبرية، بانتظار بدء محاكمته في مخالفات مالية.
واعتبر الوزير الياباني فرار غصن بأنه “غير مبرر”، مضيفا أن “المحكمة ألغت الإفراج بكفالة الممنوح لغصن” بسبب هربه.
وكان “غصن” قد وصل العاصمة اللبنانية “بيروت” الاثنين الماضي قادماً إليها جواً عبر مطار رفيق الحريري على متن طائرة خاصة، مستخدما جواز سفر فرنسي وبطاقة الهوية اللبنانية، في خطوة أثارت صدمة كبيرة في طوكيو، فيما اعتبرت السلطات اللبنانية، أنه دخل البلاد “بصورة شرعية”، ولا شيء يستدعي ملاحقته.
وفي الثاني من الشهر الحالي، تسلم لبنان طلبا من الشرطة الدولية، لاعتقال كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف سيارات رينو-نيسان وتسليمه، وداهمت السلطات اليابانية منزله بطوكيو، في حين تحقق تركيا مع سبعة أشخاص مشتبه في مساعدتهم على تهريبه من اليابان إلى لبنان عبر أراضيها.
وأعلن وزير العدل اللبناني “ألبرت سرحان”، أن “النيابة العامة التمييزية تسلمت ما يعرف بالنشرة الحمراء من الإنتربول الدولي حول ملف كارلوس غصن” الذي يحمل جنسيات كل من لبنان والبرازيل وفرنسا.
وأوضح سرحان أنه إذا طلبت اليابان عودة غصن، فإن لبنان سوف يرفض ذلك ويحيل الاتهامات إلى القضاء، مضيفا “نحن نحقق في الاتهامات احتراما للدول الأخرى”.
وقال مصدر قضائي لبناني؛ إن مديرية قوى الأمن الداخلي تسلمت المذكرة الصادرة عن الإنتربول الداعية إلى اعتقال غصن، مضيفا أنه عندما تلقى لبنان نشرات حمراء للقبض على لبنانيين يقيمون على أراضيه بحالات سابقة لم يتم توقيفهم ولكن صودرت جوازات سفرهم ووُضعت كفالة لهم.
وفي ذات القضية صرحت وزيرة الدولة الفرنسية للاقتصاد “أنيس بانييه روناشيه”، أن حكومة باريس لا تسلم رعاياها وتعتمد هذه المعايير بحق غصن كأي مواطن آخر، وتابعت: “هذه هي قواعد اللعبة”.
واعتبر غصن هروبه من اليابان هروباً من الظلم نحو الحرية، وذلك في أول تصريح له بعدما وطئت قدماه الأراضي اللبنانية: “لم أهرب من العدالة، لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي، يمكنني أخيرا التواصل بحرية مع وسائل الإعلام وهو ما سأقوم به بدءا من الأسبوع المقبل”.