اليسار اللبناني لصاحبه حسن نصر الله

من مواهب “اليسار” تحالفاته “القاتلة.. تحالفات تبدأ بـ :

“حتى لو بصق سوهارتو في وجوهنا سنمسح البصاق ونقول نعم”.

كان ذلك حال الحزب الشيوعي الاندونيسي وأمينه العام “إيديت”  في سبعينيات القرن الفائت يوم تحالف حزبه مع الدكتاتور الاندونيسي الذي انتهى بإيديت وبحزبه بعد البصاق  الى المشانق.

والأمثلة لاتتوقف حين نراجع تاريخ الأحزاب اليسارية وعلاقتها بالدكتاتوريات وفي المثال السوري يوم تحالف خالد بكداش مع حافظ الأسد فانتهى خالد بكداش الى زعيم على كرسي مدولب، ذروة أمانيه أن يعثر على من يجره إلى المقبرة، والامثلة الأكثر دموية كانت بلا شك قد أتتنا من إيران يوم تحالف “تودة” مع الخميني، ضد الشاه فكان رافعة للخميني الذي انتصر ورفس “تودة” إلى الأبد، وبالطريق كان اليسار الإيراني الضحية الكبرى في الجامعات والمصانع والجيش مابعد انتصار الخميني، وكذا حال الجماعات الليبرالية التي تحالفت مع الخميني وليس اليسارية فقط، يوم استغل الخميني الشحنة الثورية لصالح حكم ولاية الفقيه والأحكام الأخلاقية التي تم قسرها على المجتمع باسم الثورة.

واليوم، هاهو جزء لايستهان به من اليسارين اللبناني والسوري يتحالفان مع حسن نصر الله، النسخة اللبنانية عن الخمينية الإيرانية والشاربة من منابعها، متناسيًا حجم الجرائم التي اقترفها “حزب الله” بحق أبرز مفكري اليسار اللبناني، بمن فيهم يساريي “الشيعة” من حجم مهدي عامل وحسين مروة، وصولاً إلى قيادات يسارية من المسيحيين اللبنانيين، وجورج حاوي ليس أول ولا آخر ضحايا “حزب الله”، بما يعني أنه الحزب الذي يحالفك ليغتالك، إن لم يكن في أول الطريق ففي منتصفه وإن ذهبت معك إلى أبعد من المنتصف ففي نهاية الطريق معه ستكون نهايتك.

مهدي عامل كان من أنصار ما يسمى “مقاومة”، وربما كان يهتف باسمها بفارق أنه من أنصارها ولكن “على طريقته”، فيما حزب من مثل “حزب الله”، لن يرتضي بك حليفًا “على طريقتك” فإما ان تتماثل معه أو أن تكون قتيلاً على يده وكان هذا حال جورج حاوي كذلك، فمن يعرف جورج حاوي يعرف بالتمام والكمال انه لم يكن في موقع التصادم مع حزب الله بقدر ما كان في موقع الاختلاف معه، والاختلاف مع “حزب الله” يفسد لا الود فقط، بل الحياة بأكملها فكان قرار اغتيال جورج حاوي.

هذا عن اليسار.. والمسألة تتعدى اليسار، فإذا جاز استخدام “حتى” فـ “حتى” أئمة من أئمة الشيعة الذين اختاروا خطًا من خارج “ولاية الفقيه” لاقوا اغتيالاً على يد “حزب الله”، فإذا لم يكن اغتيالاً جسديًا فلابد أن يكون اغتيالاً معنويًا وأخلاقيًا كما  حال العلاّمة “هاني فحص” الذي مات بوحدته وعزلته وغربته وفرضت عليه الإقامة الجبرية وعلى عائلته.

مضحك هو اليسار ومحزن في الكثير من المحطات التاريخية التي قادته من التحالف إلى المقصلة، ومضحك أكثر ذلك الليبرالي المسيحي الذي يأمن للتحالف مع “حزب الله” من شاكلة ميشال عون وصهره.

اليسار اللبناني اليوم أمام الامتحان الصعب:

ـ إما :

ـ ياعمال العالم اتحدوا. وهذا يعني سلاح حزب الله في وجوههم وأقفيتهم.

وإما شيعة .. شيعة.. شيعة، والخلاصة “ياعمال العالم صلوا على النبي”.

وستنتهي اللعبة بالصلاة على جنازاتهم.

هذا اذا ما سمح حزب الله بدفنهم في مقابر المسلمين أصلاً.

Exit mobile version