اليمين المتطرف يحاول نسف مسار التقارب الجزائري الفرنسي

مرصد مينا – الجزائر

صعد اليمين المُتطرف الفرنسي من لهجة خطابه السياسي تجاه الجزائر، وردت زعيمته مارين لوبان، على طلب الجزائر بتقديم سُلطات بلادها اعتذارا رسميا عن 132 سنة من الاستعمار الفرنسي، بطريقة استفزازية تعبر عن رفضهم لطي صفحة الماضي.

وفي حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، نشرت السياسية الفرنسية المُثيرة للجدل المعروفة بعدائها للجزائر، الثُلاثاء، تغريدة انتقدت فيها بشدة طلب الرئيس عبد المجيد تبون من السُلطات الفرنسية الاعتذار عن جرائم الاستعمار الذي كان بالنسبة إليها عملا حضاريا، وبالنسبة لها “كان على الجزائريين أن يندموا على انتهاء هذه الحقبة”.

واتهمت المسؤولين الجزائريين بالتستر والتغطية على التخلف المسجل في الجزائر في عدة مجالات على الرغم من مرور 58 سنة على الاستقلال.

وجاء في تغريدة لوبان أن “القادة الجزائريين يطالبون باعتذار عن الماضي من أجل إخفاء الحاضر”، وتحدثت لوبان عن “الاقتصاد المدمر (في الجزائر)، والشباب الضائع وبلد في طريق التفكيك”، مضيفة أنه “حان الوقت لكي يواجه المسؤولون الجزائريون نتيجة 60 سنة من الاستقلال”.

وفي عام 2005، أقر البرلمان الفرنسي قانونا يُمجدُ الاستعمار الفرنسي، وهو ما أثار غضب الجزائر وتحرك برلمانها من أجل سن قانون يدين ويجرم الاستعمار، واتسعت رقعة المُطالبين بالاعتراف بجرائمها والاعتذار عنها ودفع تعويضات لضحاياها.

تصريحات لوبان جاءت بعد أيام قليلة من استعادة الجزائر لرفاة قادة المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي بعد أكثر من مائة عام.

وأثارت تصريحات مارين لوبان، موجة من الانتقادات داخل الجزائر، خاصة من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية وقادة أحزاب سياسية.

ورد رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغُرفة الأولى للبرلمان الجزائري)، سليمان شنين، بالتأكيد على أن الجزائريين مُصرين عل المطالبة بكل ما يُريح شهداء ثورة التحرير، مضيفا: “هذا التوجه لم ولن يرضي اللوبي الاستعماري وأذياله”، ووصف مواقفه بـ “المُخزية والمُتطاولة على الأحرار، أحفاد المجاهدين الشرفاء والمتعارضة مع كل القيم الانسانية، وهي التي تزيد شعبنا إصرارا على مسار المطالبة بكل ما يمكنه أن يريح شهدائنا في جنة الخلد، وينصف ذاكرتنا التاريخية بفضل الله وجهود المواطنين المخلصين في بلادنا”.

وقال رئيس حركة البناء الوطني (حزب محسوب على التيار الإسلامي)، عبد القادر بن قرينة، إن تصريحات المُرشحة السابقة لرئاسة فرنسا ماري لوبان، تُؤكد أن كفاح الشعب الجزائري لا يزال يُقلقُ ويُزعج فرنسا الاستعمارية ويُثير أبواقها المُتطرفة.

وأضاف بن قرينة في بيان له “أن مثل هذه التصريحات الاستفزازية التي نرفضها ونستهجن عدم اتخاذ أي موقف من النخب الفرنسية اتجاهها، لن تزيد الشعب الجزائري إلا قُوة ووحدة وإصرار في عزمه على المُضي قُدما في بناء الجزائر الجديدة”. 

Exit mobile version