مرصد مينا
شهدت العملة الأوروبية الموحدة هبوطاً حاداً إلى أدنى مستوياتها في عام، مما أثار مخاوف من إمكانية وصولها إلى مستوى الدولار الأمريكي.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الاقتصاد الأوروبي مواجهة تحديات، يساهم فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأمريكية في تصاعد المخاوف من زيادة التعريفات الجمركية التي قد تضر باقتصاد منطقة اليورو.
فيما يلي نظرة مفصلة على الأسباب التي تقف وراء تراجع اليورو وما قد يعنيه هذا للمستقبل:
هل يمكن أن يصل اليورو إلى الدولار؟
إمكانية وصول اليورو إلى مستوى الدولار لا تزال قائمة، إذ لا يفصل العملة عن هذا الحد سوى 5% فقط. في الماضي، تداول اليورو دون هذا المستوى في أوائل العقد الأول من القرن الحالي وفي عام 2022 عندما كانت الفروقات بين أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو تزداد.
ما تأثير ذلك على الشركات والأسر؟
انخفاض قيمة اليورو يعني ارتفاع تكلفة الواردات، مما قد يرفع أسعار المواد الأساسية مثل الغذاء والطاقة، وبالتالي يفاقم التضخم.
لكن على الجانب الإيجابي، يصبح من الأسهل تصدير المنتجات الأوروبية، ما يصب في مصلحة شركات مثل صناعة السيارات وتجارة التجزئة الفاخرة، ويعزز اقتصادات دول مثل ألمانيا.
هل يتعرض اليورو للاستهداف؟
رغم تراجع اليورو، لا يبدو أن العملة الأوروبية موضع استهداف محدد. مع ذلك، يشهد الدولار ارتفاعاً بفضل السياسات الاقتصادية الأمريكية، خصوصاً مع تشديد الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
لكن من ناحية أخرى، فإن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو يدعم آفاق العملة في المدى البعيد.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي؟
على عكس العام 2022، حيث كانت الضغوط التضخمية تزداد، فإن البنك المركزي الأوروبي اليوم في وضع أفضل. مع تراجع التضخم في منطقة اليورو، فإن انخفاض اليورو إلى أقل من دولار لا يثير القلق بشكل كبير، خصوصاً في ظل النمو الاقتصادي الذي شهدته المنطقة في الربع الثالث من العام.