الجيش السوري ينسحب من السويداء والفصائل الدرزية تتولى تأمين المحافظة

مرصد مينا

بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس، مع استئناف الحركة وهدوء الشوارع، بالتزامن مع إعلان الانسحاب الكامل لقوات الجيش السوري من محافظة السويداء جنوب البلاد، وذلك بعد أيام من المواجهات الدامية.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصادر ميدانية تأكيدها أن القوات الحكومية السورية أنهت فجر اليوم انسحابها من السويداء، في خطوة تأتي تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع وجهاء المحافظة.

وبالتزامن مع هذا الانسحاب، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع قراراً يقضي بتكليف فصائل محلية درزية مهمة حفظ الأمن داخل المحافظة، مؤكداً أن تدخل إسرائيل في الجنوب كان سبباً رئيسياً في تصعيد الأوضاع، وفق ما جاء في تصريحاته الرسمية.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع السورية أن عملية الانسحاب بدأت ليل الأربعاء-الخميس، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار تنفيذ بنود الاتفاق الموقع مع وجهاء السويداء، وبعد انتهاء ما وصفته بعمليات “تمشيط المدينة من المجموعات الخارجة عن القانون”، دون التطرق إلى مصير باقي القوات المنتشرة سابقاً في المحافظة.

وأكدت تقارير محلية أن أرتال الجيش السوري انسحبت تباعاً من السويداء خلال الليل وحتى ساعات الفجر الأولى، استجابة للاتفاق المبرم.

وكانت اشتباكات جديدة قد اندلعت في السويداء، مساء الأربعاء، رغم إعلان وقف إطلاق النار، بحسب ما أفادت به وكالة “رويترز”، في مؤشر على هشاشة الهدنة في ظل الانقسامات داخل الفصائل المحلية.

وتوصّلت السلطات السورية إلى اتفاق جديد مع الفصائل الدرزية المسلحة يتضمن 14 بنداً، أبرزها وقف إطلاق النار بشكل فوري، وتشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة السورية ومشايخ الطائفة الدرزية لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.

وبينما أعلن شيخ العقل يوسف جربوع، أحد أبرز المرجعيات الدينية في السويداء، تأييده للاتفاق، رفضه المرجع الديني البارز حكمت الهجري، الذي دعا إلى “استمرار القتال”، ما يعكس استمرار الانقسام داخل الطائفة الدرزية حول سبل إدارة الوضع الأمني في المحافظة.

وتقدّر أعداد الدروز في سوريا بنحو 600 ألف نسمة، يتمركز معظمهم في محافظة السويداء جنوب البلاد.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت الأحد الماضي بين مسلحين دروز وآخرين من البدو في محيط المدينة، قبل أن تتدخل القوات الحكومية يوم الاثنين لمحاولة فض المواجهات.

يُذكر أن الأحداث الأمنية في السويداء ترافقت مع غارات إسرائيلية استهدفت مواقع قرب العاصمة دمشق، حيث أعلنت تل أبيب استهداف أهداف عسكرية في جنوب سوريا، مبررة ذلك بـ”حماية الدروز”.

Exit mobile version