مرصد مينا
أنطلقت في إيران مساء أمس الأول الأثنين، الدعاية الانتخابية التلفزيونية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المبكرة، وذلك بعد ثلاثة أسابيع على مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر .
وبدأ التلفزيون الإيراني ببث برامج لثلاثة مرشحين هم “مسعود بزشكيان، ومحمد باقر قاليباف، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي”.
ووفقا للجدول غير المعلن للتلفزيون الإيراني، فإنه من المتوقع أن تشهد الحملات الانتخابية خمس مناظرات بين المرشحين.
لكن الليلة الأولى من هذه الحملات خُصصت لمقابلة بين المرشحين الثلاثة، أحدهم مسعود بزشكيان، الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحيين، والآخران من التيار الأصولي المحافظ.
وكان من اللافت أنه على عكس المرشحين الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية السابقة في إيران، لم يقدم مسعود بزشكيان، الذي شغل منصب وزير الصحة في حكومة خاتمي، أي وعود بإجراء تغييرات جوهرية، لكنه أكد على تنفيذ البرامج والقوانين القائمة، خاصة في المجالات الكلية.
وفي معرض رده على سؤال حول خطة التنمية السابعة، التي تغطي الفترة من بداية العام الحالي إلى بداية عام 2029، ذكر بزشكيان: “قلت في التسجيل الرئاسي إننا لن نقدم برنامجا جديدا”.
وأضاف: “السياسات العامة للمرشد واضحة. وما فعلته الحكومة في الماضي بناءً على الخبرة أصبح قانوناً ويجب تنفيذه الآن”.
وكان المقابلة التي جرت مساء الأثنين مع المرشح الإصلاحي، تتركز حول القضايا الإدارية والاقتصادية والنقدية، وكان جزء منها يتعلق بالموافقة على مشروع قانون مكافحة غسيل الأموال تماشيا مع طلب مجموعة العمل المالي.
علما أن قانون مكافحة غسيل الأموال أصبحت عقدة في السياسة الإيرانية منذ تولي الرئيس السابق “حسن روحاني(2013-2021)، ونتيجة لعدم موافقتها، تم إدراج إيران على القائمة السوداء من قبل فريق العمل المعني بالإجراءات المالية.
وقال المرشح الإصلاحي:”لا يهمني إذا قبلنا فريق العمل المالي أم لا، على الأقل يكون لدينا فريق عمل داخلي لفهم أين تذهب الأموال”.
ومضى بالقول:”لدينا نقص في الشفافية في تداول الأموال. هناك قانون لكننا لا نتبعه، ولا داعي لإعادة كتابة القانون”.
بعد هذه المقابلة، انتقد محمود صادقي، البرلماني السابق وعضو مجلس إدارة جبهة الإصلاح، أداء بزشكيان في المقابلة، وكتب على منصة إكس :”حسب التقدير الأوّلي لآراء المجموعات المؤيدة للإصلاحيين”، لقد كان بزشكيان “أقل من المتوقع” في أول برنامج تلفزيوني مباشر له.
كما حذر صادقي من أنه “إذا تحرك مرشح الإصلاحيين بنفس الطريقة في البرامج المقبلة، فلن يتمكن من إثارة أصوات الإصلاحيين”.
من ناحية أخرى، دافع محمد باقر قاليباف، الذي يُعتبر مع سعيد جليلي مرشحيْن رئيسييْن للتيار الأصولي المحافظ في هذه الانتخابات، في أول مقابلة تلفزيونية له كمرشح للانتخابات الرئاسية، عن أدائه في مناصبه السابقة، بما في ذلك بلدية طهران وقيادة قوات الشرطة وادّعى إحداث تحول في هذه المجالات.
كما وعد بمحاربة الفساد من خلال تقليص حجم الحكومة، قائلا إن “85% من الاقتصاد مملوك للحكومة”.
وأضاف: “اقتصاد الحكومة يتبع مصالحه الخاصة، ومكافحة الفساد فيه لا تتم بشكل صحيح”.
وسبق أن أجرت إيران واحدة من أكثر الانتخابات غير التنافسية بين دول العالم، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في نسبة إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع.
يذكر أنه من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو/حزيران الجاري بعد وفاة إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية في الـ 20 من مايو/أيار الماضي.
وكانت وزارة الداخلية الإيرانية أعلنت قبل أيام عن ستة أسماء قالت إنها “مؤهلة” لخوض الانتخابات الرئاسية في البلاد.