تفاقمت أزمات المواطن السوري الذي ما زال يعاني من حربٍ أرجعت البلاد حضارياً لأكثر من خمسين سنة إلى الوراء، حيث يواجه حربا اقتصادية يشنها النظام السوري عبر سياسته الرعناء، المرتبطة بإيران ضمنياً، وبروسيا بحكم الواقع.
فقد تراجع سعر صرف العملة السورية مؤخراً أمام الدولار، حيث سجلت أمس الأحد، في السوق السوداء أدنى مستوى منذ 15 أيار 2016.
ووفقا لمواقع إلكترونية ترصد تداولات الليرة في السوق غير الرسمية، فقد جرى تداول العملة السورية أمام الدولار عند 639 ليرة للمبيع، و642 ليرة للشراء.
واقتربت الليرة السورية بذلك من أدنى مستوى سجلته على الإطلاق، حيث بلغت في منتصف مايو من العام 2016 مستوى 645 ليرة للدولار.
وكانت العملة السورية قد ارتفعت في 2017 على ضوء الدعم الروسي والإيراني والصيني للاقتصاد السوري، حتى بغلت في 30 تشرين الثاني من العام نفسه 410 ليرات للدولار، وجرى تداول الليرة السورية مطلع العام الجاري عند 500 وليرتين للدولار.
وتسبب تدهور العملة السورية، بارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني، حيث يربط التجار السوريون أسعار بضاعاتهم بارتفاع أو انخفاض الليرة السورية أمام الدولار، بينما يبقى المواطن السوري العادي يشتري بالليرة السورية، فالوضع كارثي ” المدخول بالليرة السورية، والمصروف بالدولار الأمريكي”.
ويحتاج المواطن السوري إلى 200 ألف ليرة سورية ما يعادل 300 دولار أمريكي، بينما يبلغ مرتبه الشهري بشكل وسطي 30 ألف ليرة سوريا أي ما لا يتجاوز 45 دولار أمريكي.
وتواجه المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري أزمة اقتصادية منذ بداية العام الجاري، نتيجة مضاعفة الدول الغربية للعقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، وفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، الحليف الأساسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد. فيما تعمل دول منفردة على ملاحقة رجال الأعمال السوريين الداعمين للأسد على أراضيها في محاولة للضغط على الأسد لقبول البدء بالعملية السياسية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي