بأيدي الصدريين.. النجف تقطر دماً

واصلت الأحداث الدامية والاعتداءات على المتظاهرين سيطرتها على المشهد العراقي، حيث أعلنت مصادر إعلامية عراقية عن مقتل 13 محتج، وإصابة 127 آخرين، بعد تعرضهم لاعتداءات من قبل أنصار التيار الصدري، المعروفين بـ “أصحاب القبعات الزرقاء” في مدينة النجف، وذلك في أكثر الليالي دموية، التي تشهدها المدينة، منذ انطلاق المظاهرات العراقية في تشرين الأول الماضي.

في غضون ذلك، اكتفت مصادر أمنية عراقية بالحديث عن 8 قتلى و20 جريح في أحداث مدينة النجف، التي اندلعت عندما اقتحم أنصار الصدر، ليل أمس – الأربعاء، مواقع الاحتجاجات، وهاجموا خيام المتظاهرين بقنابل المولوتوف، وذلك بعد أيامٍ قليلة من دعوات زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر”، أنصاره بدعم قوات الأمن العراقية، بفض الاحتجاجات وفتح الطرق.

كما أكدت المصادر الأمنية أن أنصار التيار الصدري فرضوا سيطرتهم على على ساحة الاعتصام، كما انتشروا في أغلب الشوارع وأحياء النجف، في حين أعلنت الإدارة المحلية في المدينة عن تعطيل الدوام الرسمي في دوائر الدولة والمدارس اليوم – الخميس، إثر تصاعد التوتر والعنف، والخوف من تطور الأوضاع إلى ما هو أسوء.

تزامناً، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر ما تعرض له المتظاهرون والمحتجون من اعتداءات وصفوها بـ “الوحشية”، كما التقط عدد من الناشطين صوراً وسجلوا مقاطع فيديو من أقسام الطوارئ في المستشفيات، التي تغطت أرضياتها بالدماء، بسبب العدد الكبير من الضحايا والجرحى الذين وصلوا جراء أحداث النجف.

في غضون ذلك، خرج رئيس الحكومة العراقية المكلف، “محمد علاوي”، عن صمته، داعياً حكومة تصريف الأعمال باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية وتأمين المتظاهرين السلميين، واصفاً لما شهدته مدينة النجف، في تغريدةٍ له على تويتر، بـ “الأحداث المؤلمة”.

من جهتها، شككت مجلة مركز مكافحة الإرهاب الأمريكية، يإمكانية أن تتخلى الميليشيات العراقية الموالية لإيران عن السلطة دون قتال وإراقة للدماء، على الرغم من ما شكله مقتل الجنرال الإيراني “قاسم سليماني”، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، “أبو مهدي المهندس”، على حد وصف المجلة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” قد حذر في تصريحات له أمس – الأربعاء، من أن احتمال انهيار العراق خلال الفترة القادمة، بات قائماً وبشدة، لافتاً إلى أهمية وقف التدخلات الأجنبية بالشؤون الداخلية للبلاد، التي تعاني واحدة من أسوء أزماتها منذ سقوط النظام السابق، عام 2003.

واتهم الأمين العام، الميليشيات العراقية المواالية لإيران، بارتكاب أسوأ الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، في قمعها للمتظاهرين السلميين، معتبراً أن الموقع الجغرافي للعراق يجعله حساساً للغاية إقليمياً ودولياً.

كما وجهت الهيئة الوطنية للعدالة ومحاسبة الفاسدين، رسالةً إلى زعيم التيار الصدري، حملته فيها المسؤولية القانونية المباشرة عن أي اعتداء يقع على المتظاهرين السلميين، لا سيما بعد التعليمات التي أصدرها بتفريق التظاهرات والاعتصامات والتحريض بالاعتداء عليهم تحت باب مساندة القوات الأمنية لمواجهة المندسين بين المتظاهرين في ساحات الاعتصام . 

ولفتت الهيئة إلى أنها وثقت اعتداءات بالقوة وباستخدام السلاح الأبيض من قبل “ذوي القبعات الزرق” بحق المتظاهرين والمعتصمين السلميين في ساحات التحرير في بغداد والصدريين في النجف الأشرف وفي بابل وكربلاء وساحات الاعتصام الأخرى.

Exit mobile version