مرصد مينا
على رقعة الشطرنج هل سيكون هاكان فيدان بيدقاً أم وزير؟
وصفه أروغان بـ “صندوقي الأسود” فالرجل ينام على أسرار بلاد شاسعة اسمها “تركيا”، وحين نقول تركيا نقول معها “من مشاكل وصراعات بلا حدود” إلى تصفير الأعداء” فعودة إلى “الجبهات”، والجبهات هنا ستكون سياسية وجيوسياسية، وفي كل الحالات فمنصب رئيس استخبارات تركيا لابد والتصق بـ “هاكان فيدان”، اما النقلة التي فاجأت متابعي الشأن التركي فكانت تسليم هاكان فيدان منصب وزارة الخارجية التركية، وهو المنصب الذي يقتضي اللعب بالحرير، فيما “مهنته” اللعب بالنار.
في السيرة التي التصقت بفيدان ثمة علامات فارقة، أبرزها:
ـ الكشف عن فريق تجسس إسرائيلي في تركيا يعملون لحساب إيران !! كان ذلك في عام ٢٠١٠
ـ الكشف عن مخطط محاولة الانقلاب على الرئيس أردوغان ٢٠١٦، فهو من أيقظ الرئيس التركي من إجازته العائلية، ومن ثم خاطبه بالقول “سنقاتلهم حتى الموت” وقصد بهؤلاء الانقلابيين.
ـ هو خط التواصل ما بين تركيا والدول التي ناصبتها العداء كسوريا ومصر وهو مَن أطلق عملية تفاوض واسعة مع سوريا أخيراً أسفرت عن لقاءات قام بها شخصياً مع المسؤولين السوريين من دون تحديد مكان اللقاءات.
وصفه عباس إبراهيم الشخصية الاستخباراتية اللبنانية الأعلى شأناً بـ “براغماتي إلى حد كبير”
أكثر من هذا وذاك فالرجل مولع بالمسلسلات التركية، ومنصة “نتفلكس” وحين يعود الكلام لصحيفة الشرق الأوسط السعودية فهي تصفه بـ “يهتم كثيراً بالتكنولوجيا، وله مساعٍ كبيرة في حصول وكالة الاستخبارات على تكنولوجيا عالية”، وتستطرد : “تحليلاته دقيقة، ورسائله صريحة وواضحة، لا تجده يتلاعب معك في حديثه… فهو يقابل أسئلتك بأجوبة صريحة، ويهتم بوصول رسائله إلى الطرف الآخر، ويحب التأكد من وضوح فكرته بنظر الطرف الآخر… إنه شخصية متّزنة، ويطلب من خصمه أن يكون كذلك”.
الشرق الأوسط وقد أفردت مساحة واسعة لتتبع الرجل أضافت على لسان الإعلامي التركي أردام أتاي: ” اهتمام فيدان بالإستخبارات بدأ بعد عودته من مهمته الخارجية مع “الناتو”، وكانت وظيفته الأولى في أنقرة إعداد أطروحة ماجستير حول “الاستخبارات والسياسة الخارجية: مقارنة بين أنظمة الاستخبارات البريطانية والأميركية والتركية”، وقد ركزت أطروحته على البحث في الرأي القائل إن “وجود استخبارات قوية ومؤهلة ضرورية لسياسة خارجية ناجحة”، وذكر أتاي أن فيدان “فحص الهياكل الاستخباراتية لكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين استخدمتا المعلومات الاستخباراتية بنجاح في السياسة الخارجية، ثم أجرى مقارنة مع نظام الاستخبارات التركي، وقدّم بعض الاقتراحات لمزيد من التطوير لنظام عملها”، وبعد الانتهاء من أطروحته كانت مهمته الوحيدة هي انتخابه عام 2000 عضواً في الجمعية العامة لمؤسسة «أوياك (OYAK)»، وهي مؤسسة للاستثمار، تابعة للقوات المسلَّحة التركية، وقد استقال من الجيش بمجرد أن أنهى خدمته الإجبارية في عام ٢٠٠١
اليوم يتسلّم فيدان حقيبة الخارجية التركية، والحقيبة لاشك ممتلئة، وإذا كان ثمة مكان للظن، فما هي الملفات التي تحملها حقيبة الرجل؟
ـ اولاً الملف السوري ومسألة اللاجئين، ومع الملف “بأي لغة ستخاطب تركيا بشار الأسد”، وكيف لفيدان فهم “لغة الجسد” لبشار الأسد، تلك اللغة العصية على الفهم والمنطق والعقل والإدارك.
ـ ثانياً الحال الروسي / الإيراني في الملف السوري وماهي نقاط التلاقي ومن ثم نقاط الاختلاف، ومعهما ماهو “التقسيم الوظيفي” لسوريا ريثما ينجز تقسيم البلاد ويتحوّل إلى رعاية الدساتير.
ثالثاً تركيا والناتو وكذا تركيا والاتحاد الأوروبي.
والأهم من كل هذا وذاك أين سيكون موقع تركيا في الناتو، هل سيكون لها دور الحصان أم الفيل أم البيدق أم القلعة أم :
ـ الوزير؟
سيبقى الشاه أمريكياً لا تستبعدوا أن يلعب وزير خارجية تركيا على رقعة الشطرنج دور:
ـ الوزير.