مرصد مينا – ألمانيا
كشف تقرير نشرته قناة “Das Erste” الألمانية، أن السلطات في برلين، تلقت تحذيرات بعدم منح العقيد أنور رسلان، فيزا لدخول البلاد عام 2014، لافتةً إلى أن سفارتهم في عمان منحته الفيزا بتدخل من شخصيات سورية معارضة معروفة ليحصل لاحقا على لجوء سياسي.
يأتي التقرير الألماني في وقت يحاكم فيه أنور رسلان، الضابط السابق في جهاز أمن الدولة، في مدينة كوبلنز الألمانية بتهم تتعلق بتعذيب المعتقلين في سوريا، والذي انشق في نهاية عام 2012 عن النظام السوري وهرب إلى الأردن.
بحسب التقرير الذي ترجمه «فريق INT» فإنه تلقى حينها مساعدة من المعارضة السورية مكنته من عبور الحدود، ليعلن انضمامه ظاهرياً فقط للمعارضة.
يقول وائل الخالدي، في التقرير وهو معارض سوري، أن «رسلان أراد التجسس على المعارضة ونقل معلومات عن أماكن تواجد نشطائها للمخابرات السورية، لافتاً إلى أن: «أنور رسلان، وعدنا بتسريب 22 ألف وثيقة تتضمن معلومات عن مصير المعتقلين لدى نظام الأسد».
وكشف الخالدي عن الذي قدم له المساعدة، بالقول: «هذا ما دفع أحد قيادييّ المعارضة، وهو رياض سيف للتدخل لدى وزارة الخارجية الألمانية لمنحه فيزا. هذا ما قاله رياض سيف أيضا في شهادته أمام المحكمة في كوبلنز».
وفق «فريق INT» كان يعيش في الأردن حينها نصف مليون سوري، كان الفيزا لألمانيا بالنسبة لأغلبهم صعبة المنال. ولكن أنور رسلان حصل عليها خلال ستة أيام فقط. مشيراً إلى أنه وبعد وصوله إلى ألمانيا وضعته السلطات ضمن برنامج خاص للاجئين السوريين ممن هم بحاجة لرعاية خاصة.
في شهادة لها عن تحذيرها لبلادها، تقول موظفة ألمانية في إحدى المؤسسات لبلادها في الأردن، وتدعى «بيآته ريشتر» أنها حذرت وزارة الخارجية عبر الإيميل من منح رسلان فيزا لدخول ألمانيا.
حسب أقوال «ريشتر» فإنها شرحت للوزارة في الإيميل أن «رسلان كان يعمل في فرع للمخابرات يتم فيه تعذيب المعتقلين أثناء الاستجواب». لافتةً إلى أن السفير الالماني في عمان حينها وعدها بالتقصي عن الموضوع».
أوضح تقرير القناة في رأيه بهذه الجزئية: «على ما يبدو أبلغ السفير الالماني وزارة الخارجية بالمعلومات. بحسب معلومات القناة الالمانية فقد علمت وزارة الخارجية حينها أن أنور رسلان كان يعمل لدى المخابرات السورية. ومع هذا منح رسلان الفيزا وتم الحاقه ببرنامج خاص لحماية اللاجئين».
أكدت القناة الألمانية أن أنور رسلان، حصل على لجوء سياسي من دون أن يقدم حتى مبررات لسبب لجوئه إلى ألمانيا. ولدى سؤال إدارة الهجرة واللجوء عن الموضوع قالوا إنه تم التخلي عن استجواب رسلان كإجراء استثنائي. بحسب قانون اللجوء الألماني لا يمنح أي طالب لجوء صفة لاجئ فيما لو ارتكب جرائم ضد الإنسانية، فيما تختتم تقريرها بقولٍ للمعارض السوري، وائل الخالدي، من أن أنور رسلان خدعنا فهو لم يكن يملك أيّة معلومات حساسة عن النظام السوري.