باحثون: الحرس الثوري يكرر السيناريو العراقي في سورية

كشف باحثون في الشأن الإيراني أن استراتيجية الحرس الثوري في سوريا باتت تقوم على التلاعب بالتركيبة السكانية والديمغرافية للبلاد بشكل تدريجي ما يضمن لها توسيع دائرة نفوذها هناك، لاسيما بعد سيطرة الروس على المشهد العسكري ودخول طهران في سباق نفوذ مع موسكو.

وبين الباحث “أحمد قبال”، أن إيران تسعى في الوقت الراهن لاستقطاب ما يعرف بعناصر ميليشيا الدفاع الوطني وتجنيد عدد كبير من الشبان المواليين لطهران، مستغلة حالة الفقر التي تضرب المجتمع السوري منذ سنوات .

ولفت “قبال” إلى أن الاستراتيجية الإيرانية تركز على استبعاد المكون السني المشكل للأغلبية في سوريا، فيما يبدو محاولة منها لتكرار السيناريو العراقي الطائفي، خاصة وأن إيران تمثل اليوم العقبة الأكبر أمام عودة المهجرين واللاجئين على حد وصفه.

واعتبر “قبال” أن سياسة إيران تقوم على محاولة انشاء كيان شبيه بحزب الله في سوريا يكون بمثابة الراعي الأول لمصالحها هناك، كما تسعى لأن يحظى كيانها هذا بحاضنة شعبية تجعل من إيران رقما صعباً في معادلة الحل السورية، لاسيما مع كثرة الحديث عن توجه دولي روسي لاخراج الميليشيات الإيرانية من كامل البلاد.

كما كشف “قبال” أن مدينة دير الزور تعتبر مركز النشاط الإيراني، حيث يسعى الحرس الثوري لتوسيع دائى نفوذه فيها لاسيما وأنها متاخمة للحدود العراقية ما يساعد طهران على ربطها بمناطق نفزذها القوية في العراق، مستغلة ما وصفه انشغال نظام بشار الأسد وروسيا بالعمليات العسكرية في الشمال السوري.

وشدد الباحث في الشأن الإيراني، على أن عمليات الانشقاق في صفوف ميليشيا الدفاع الوطني التي انضم أعداد منها لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في ريف ديرالزور الشرقي، نتيجة تأخر صرف الدفاع الوطني رواتب عناصره وأن عمليات الانشقاق في صفوف ميليشيا الدفاع الوطني لا تزال مستمرة، وأن الميليشيات الإيرانية رفضت عودة العناصر التي انضمت إليها، معلنة أنهم أصبحوا ضمن قواتها ولا يمكن السماح لأحد باسترجاعهم.

يشار إلى أن إيران تورطت في الحرب السورية منذ بدايتها قبل ما يزيد عن سبع سنوات، حيث اتهمت حكومات غربية ومنظمات إنسانية وحقوقية قيتدات الخرس الثوري والميليشيات الموالية له بارتكاب جرائم حرب وتهجير بحق السوريين بعد اتخاذها موقفا داعما لنظام الأسد.

ولم تخف طهران أنشطتها العسكرية في سوريا، وإنما صرح مسؤولون ورجال دين إيرانيون علانا بالدور الإيراني في الدفاع عن نظام الأسد، كما ظهر قائد فيلق القدس في الحرس الثورس قاسم سليماني عدة مرات على جبهات القتال في سوريا.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version