fbpx
أخر الأخبار

بالنتيجة: كل عام وأنتم بخير

لم يسبق أن لُعِن عام كما 2020، مع أن البشرية عبر تاريخها الطويل، طالما واجهت مخاضات أغرقتها في السأم وانقطاع الأمل.

لو لم يكن الأمر كذلك، لما غرق الكلدان، والرومان، والآشوريين وحضارة بابل والفراعنة ولكنا قد عثرنا على نفرتيتي تتبضع في “شواربي” القاهرة، أو الكسندر بلاتس البرليني.

مع ذلك ثمة اعترافات لابد منها.

أول هذه الاعتراف، أن 2020 هو بداية انهيار في المنظومة العالمية برمتها، وليس ولادة منظومة جديدة بعد، ومن أبرز مؤشرات الولادة والرحيل،  جائحة كورونا، وقد حوّلت العالم الى سجن وكممت أفواه البشرية، ومازالت مجهولة غير أن نتائجها بالغة الوضوح، ومن نتائجها:

ـ التنافس الدولي القاتل لشركات الدواء.

وهو التنافس الذي بات يسبق التنافس على الأسلحة والبضائع العابرة للحدود وقد اتخذ شكل الصراع الاسترتيجي ما بين دول عدة، ايرزها الولايات المتحدة، ألمانيا، روسيا، إسرائيل، وفي حمية هذا التنافس، والافراج عن اللقاحات وقد باتت في طريقها الى الأسواق، لا أحد حتى اللحظة قادر على الجزم بفعالية اللقاحات أو بانسحابتها نحو مجهول قد يغير الانسان، أو يغير في الانسان بما يدفعه ليكون إنسانًا جديدًا، قد يكون أفضل من إنسان الأمس أو أسوأ، ولكنه ليس وفي كل الحالات، الإنسان الذي هو على التحو الذي يعيش بيننا الآن.

من نتائجها، الاهتزازات في النظام العالمي الجديد الذي كان ولمدة ثلاثة عقود وحيد القرن، وهاهي السباقات الدولية تهز هذه الوحدانية، أقله في الصراع الصيني الأمريكي، الذي لاندري لمن الغلبة فيه، ولكنه صراع ودون أدنى شك.

لو جئنا الى العالم الثالث بشقه العربي، فلابد أنه تابع لمركز ما، فهو من أطراف المركز، وليس ثمة أية مؤشرات تقول بأنه سيخرج من الأطراف ليتحول الى مركز بذاته ولذاته، وهذه حقيقة لايمكن تجاهلها بتكحيل عيون الموتى، أو برسم ابتسامات بأحمر الشفاه على شفاههم، فهو عالم الثروة المنهوبة، والحكومات الناهبة، والمجتمعات التي أنتجت الناهب وتحولت الى منهوب، وفي استعراض سريع،  فها هي العراق تتأرجح ما بين نظام الملالي بفصائله المسلحة في العراق، والتي باتت الغلبة لها بعد الاستقواء على النظام، فيما ليبيا تعيش تحت وابل الصراعات العشائرية وتقتسم مابين دولة ودولة، حتى لم يعد من ليبيا لليبين أي من ليبيا سوى الموت، وإذا ماذهبنا الى لبنان، فمازالت بلد تبحث عن نظام، فيما سوريا بلد تبحث عن اسقاط النظام، وليس القرن الافريقي بخير، فسد اثيوبيا قد ينهار، وإذا ما انهار فستأكل الجرذان والطوعان جزءًا كبيرًا من القارة السمراء وتودي بمحصيلها وناسها الى الهلاك، أما عن المشرق العربي، فهو تحت رهان رب متوقعة قصيرة المدى، او حرب متوقعة متوسطة المدى، أو حرب حاسمة لن تبقي ولن تذر أو حلول سيعثر عليها بايدن مع ملالي ايران، فإذا لم تكن الحلول لابد وأن تكون الحرب، وبالنتيجة، ذهب 2020 دون أن يحل أو يجيب عن أي من الأسئلة ،فحمل إلى 2021 كل أسئلته، وهي أسئلة تتداعى كما لو متوالية هندسية فتتحول الى سرطان.

بالنتيجة “مينا” يبلغ قراءه:

ـ كل عام وأنمتم بألف خير، على امل أن يجاب عن أسئلة 2021  التي حملها 2020.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى