إيران لن ترد، والضربات تتوالى على مواقعها في سوريا، وعلى شخصياتها العسكرية والعلمية الأبرز، ولابد أن مايسمى بالكرامة الوطنية باتت في التراب، فيما ترتفع شعاراتها وصولاً لرمي إسرائيل في البحر.
الشعارات مرتفعة الحدّة، والرد في غاية التسليم والوضاعة، ومادام الامر كذلك، على ماذا يراهن ملالي ايران؟
هل يراهنون على ولاية جو بايدن بأنها ستكون ارحم بالنسبة اليهم من ادارة رونالد ترامب؟
لماذا ستكون كذلك، وما الذي يدفع الادارة الأمريكية المقبلة إلى التعامل مع الهزل الايراني بمنطق الحوار المتكافئ؟
لن يحدث ذلك، والرهان بأن إدارة بايدن ستكون أرحم على الملالي من إدارة ترامب، لاشك بأنه رهان هزيل، فالعلاقات مابين الخصوم تقوم على عامل القوّة، والغلبة، فمن لديه الغلبة لديه المائدة كل المائدة ولن يتبقى للضعيف سوى بقايا المائدة، ولانظن أن إدارة بايدن ستمنح الملالي حتى بقايا المائدة، فالضعف الايراني لايبدو في انعدام الرد على الضربات الاسرائيلية المتتتالية لقواتها وقياداتها، بل سيكون ضعفها أكثر مرارة عبر ما أحاطت نفسها فيه من عداوات:
ـ عدوات في محيطها الخليجي.
ـ عدواة مع المجموعة الأوربية.
ـ عداوة مع إسرائيل.
وأكثر من ذلك عداوة مع شعوب برمتها، فثلثي اللبنانيين على عداء مع ايران، وجزء كبير من الشعب السوري علقت دماءه على الأيدي الايرانية، وليس اليمن السعيد ، سعيدًا بإيران، أما العراقيون فلاشك بأن لهم حرب مفتوحة مع ايران لم تنته بالحرب الأولى التي توقفت بعد أن تذوق الخميني السم حسب قوله آنذاك، بل هي حرب ممتدة اليوم، وهي ممتدة الى الشوارع والازقة العراقية، ولابد أن العراقيين بمن فيهم الجزء الشيعي من العراق، يعانون الأمرين من الايرانيين، فما بالك بالشعب الايراني الذي يرزح تحت الفقر، والتعسف الأمني، والتفرقة العنصرية والقومية، والغاء الحياة المدنية، ورفع الجدران ما بينه وبين العصر؟
نظام هزيل، بعسكرة هزيلة، ومؤسسات أمنية مخترقة، وجيش لابد ويعلن تمرده على الحرس الثوري، واصلاحيون بمواجهة المتشددين، وايران الى الغرق.
الى الغرق ،ومع بايدن، سيكون الأمر كذلك، وواهم من يتصور بأن ادارة بايدن من عسل وحليب بالنسبة للايرانيين.. العكس تمامًا هو ماسيحدث.
ستكون الادارة الاكثر صلابة بمواجهة الايرانيين، وكل كلام غير ذلك سيكون على الاغلب ضرب من الحماقة أو سوء في الحساب.