بانتظار قيامة إيران

كان لافتً كلام النائب الإيراني زاهدان حسين علي شهرياري، في جلسة مجلس النواب الأخيرة، كلامه جاء وبالحرف: “الفقر والجوع والضغوطات الاقتصادية، سوف تدفع بالشعب إلى إخراجنا من المجلس ومن الحكومة، ولست أرى هذا اليوم بعيدا”، وعن فقراء المناطق الحدودية، قال: “هناك مواطنون في المناطق القصية من البلاد، لم يذوقوا طعم اللحم منذ ستة أشهر، يبدو أن رئيس الجمهورية (روحاني) لم ينم جائعا ولا ليلة، ليعرف ما معنى الجوع”.

كلام النائب الإيراني يتجاوز الاحتجاج، وربما يرسم ملامح أيام جديدة ستشهدها إيران، فالناس في بلاد عمرها سبعة آلاف عام يجوعون، وسيضاف إلى جوعهم القيود على الحريات، كما التمييز العرقي واضطهاد الأقليات، وفوق هذا وذاك طبقة سياسية من الملالي لاتمل الحروب، دون أن تنتصر ولو في حرب واحدة.

منذ انطلاقتها وانتصارها على الشعب الإيراني يوم حطت طائرة الخميني في طهران وإلى اليوم، لم توقف السلطات الإيرانية حروبها.. حرب على العراق انتهت بمقولة الخميني:”ليتني تجرعت السم”، وامتدت حتى اللحظة عبورًا بافغانستان، مرورًا بسوريا ولبنان ومن ثم اليمن، وليس مستبعدًا  أن نجد قواتها في ليبيا او في السودان، فالحرب وحدها هي مبرر وجود حكومات الملالي المتتالية، لتنهك الحروب اقتصاد بلاد كان لها أن تكون أقله بإمكانيات سنغافورة، إن لم نقل بأن ثرواتها تؤهلها لتكون بمستوى فرنسا وربما المانيا لو رشدت مواردها واحتكمت إلى العقل في رعاية هذه الموارد وإحالتها للتنمية الوطنية وتشغيل الناس.

بلاد تعوم على الثروات.. ثروات في النفط وفي قطاعات الزراعة، كما ثروات في التاريخ، والتاريخ ثروة إن لم ترتد إلى نقيضها إذا ما احتكمت إلى هذيانات “حراس الله”، وثمة في الآفاق حروب جديدة، قد تقع ما بين لحظة وثانية وعبر جنوب لبنان، وهي الحرب التي إذا ماوقعت، فمن بعدها السلام على لبنان، والسلام على إيران، بدلاً من أن يكون السلام لهما، وحتمًا ستكون هكذا حرب هي آخر الحروب، ولاندري بعدها من سيرجو الله أن يتجرع السم.

ايران، النسّاجة، وإيران الموسيقى المبهرة، وإيران النفط، وإيران الجغرفية التي تشكل الواصل الفاصل على طريق الحرير، محكومة بانتظار ظهور المهدي ليكون خراب الكوكب، وعلى الخراب يكون خلاص الملالي.

تلك هي العقيدة التي تحكم حكّام إيران، ففي الخراب خلاصها، وعليه كيف سيتقبل العالم كل العالم أي مستوى للحوار مع ايران؟

ايران اليوم، تحت ضغط الجوع، والحصار الدولي، وتبديد قيمة عملتها الوطنية، كما تبديد ثرواتها على الحروب او الاستعداد للحروب، كيف لها أن تعيش، وكيف لمواطنها أن يتذوق الخبز أو يحظى بكمشة طحين.

هو الجنون وقد استحكم بلادًا كانت ذات يوم مستوطنة للعقل.

ها نحن نترقب الخراب.

يوم .. يومان.. وبعدها ستكون القيامة، وهاهي ايران وحسب شهود عيان:”ترى الناس فيها سكارى وما هم بسكارى”.

بلاد بهذيانين:

ـ هذيان الملالي الباحثين عن الخراب، وهذيانات الناس وليدة الجوع.

Exit mobile version