مرصد مينا
السعودية صامتة، وفرنسا تشتغل على “الاستطلاع”، والسفارة الأمريكية في بيروت معطّلة ريثما تكشف “محبوبها”، ولبنان بات عاجزاً عن إدارة شأنه وبالخصوص شأنه الرئاسي، في وقت طالما كانت المعادلة فيه:
ـ غياب الرئيس ثغرة، وحضوره لايشكّل خلاصاً.
فزمن الرؤوساء اللبنانيين من طراز فؤاد شهاب ولّى، ومقعد الرئاسة بات محجوزاً لشخصية إذا كشّت فلا تنش، أقله والصيغة اللبنانية الراهنة باتت معادلة “السلاح مقابل الصوت”، وحتى اللحظة الراهنة فالمعادلة صفرية ما بين السلاح والصوت، فلا غالب بينهما ولا مغلوب، والكل يتجنّب حرباً ستقود إلى دمار شامل وسبق ووقع الدمار في الحرب الأهلية اللبنانية التي لم تشكّل بالنسبة للبنانيين سوى أيام مظلمة، علّمتهم أن :
ـ السلاح ليس زينة الرجال.
واليوم مازال الاشتباك الصامت حول موقع الرئاسة.
حزب الله وحركة أمل متمسكان بسليمان فرنجية، ولا احد يتوقع أن ينقلب الثنائي على خياره.
وبقية الاعتراضات اللبنانية حائرة ما بين جهاد أزعور وقائد الجيش.
حركة أمل وحزب الله كتلة صلبة، والاعتراضات اعتراضات متشظية.
وعلى تماسك الاولى وتشظي الثانية مازال الاستعصاء قائماً في الاستحقاقات تتدحرج وتتراكم وتتضاعف، ومن الاستحقاقات:
ـ حكايات المصارف وحقوق المودعين.
ـ سلاح حزب الله وإلى ماذا سيؤول.
ـ النزوح السوري بما يرتب على السوريين واللبنانيين معاً.
وكل هذا وذاك ولقمة اللبناني باتت مهددة والهجرات تزداد بمتواليات متسارعة، ومع أن اللبناني كائن صبور ينكّه “العرق” بالتمر الهندي ودبس العنب، غير أن السكرة باتت بمواجهة الفكرة، وقد تتحول السكرة والفكرة معاً الى فوضى عارمة، لا النظام فيها قادر على الضبط، ولا الفوضى تعثر فيه على حل، ولن يتبقى بعدها من الدولة سوى مراكمة الكراهيات بما يجعل التعايش صعباً فيما التقسيم مستحيلاً.
من أفظع ما يقوله لبنانيون اليوم:
ـ سقالله أيام عنجر وغازي كنعان.
ما يعني سقالله أيام الجحيم الفائت مقارنة بالجحيم الراهن، وكلا الجحيمين يقولون أن لبنان بلد لن يخرج من الوصاية.. وصاية ما، أمريكانية، فرنسية، سعودية، سورية، وحتى إن كانت إسرائيلية فلا بأس.
شراكات فظيعة ما بين ملوك الطوائف وسلاح الميليشيات ورموز الفساد لاجتثاث كيان الدولة.
ـ الدولة بكل معانيها، حتى ولو حملت وصف:
الدولة الفاشلة.