مرصد مينا- اليمن
كشفت صحيفة “إندبندنت”، في تقرير نشرته مؤخرا، عما تقوم به الميليشيات الحوثية، من تشويه للأعضاء الجنسية لمحتجزات لديها، بغية ردع المعارضة، فضلاً عن إجبار النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها على ممارسة الدعارة بدعوى “خدمة الوطن”.
كمل سلطت الصحيفة الضوء في تقريرها، على اعتقال الميليشيات لعارضة الأزياء اليمنية “انتصار الحمادي” عند نقطة تفتيش في شارع شملان شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء.
“خالد الكمال”، محامي عارضة الأزياء المعتقلة، والذي استلم قضيتها بعد 10 أيام من سجنها، أكد أن سبب اعتقالها هو أنها كانت تستقل سيارة مع رجل متهم بتجارة المخدرات، ولأنها تعمل كـ”عارضة أزياء وممثلة”، مشيرا إلى أن “إجراءات اعتقالها كانت معيبة وتتعارض مع الدستور والقانون اليمني”.
وعندما زار وفد من الصحافيين والمحامين وأعضاء القضاء سجن صنعاء المركزي الشهر الماضي، أخبرهم الحمادي أنها متهمة بتهريب المخدرات والدعارة دون أي دليل.
وبعد أسابيع، تم تهديدها بإجراء اختبار العذرية، والذي ألغته السلطات لاحقاً.
وبحسب منظمة “سام” للحقوق والحريات ومقرها جنيف، قالت “الحمادي” للوفد الزائر إن “مسؤولي الأمن الحوثي نكلوا بها وبفتيات أخريات ونقلوهن بين عدة منازل وأجبروهن على شرب الكحول ومعاشرة الرجال”.
وعندما واجهت الحوثيين واتهامهم بالدعارة، أجابوا: “لا بأس ما دام أن ذلك في خدمة الوطن”.
ووفقاً لتقرير “اندبندنت”، فإن حالة “الحمادي” ليست فريدة من نوعها. حيث قالت “نورا الجروي”، رئيسة تحالف النساء من أجل السلام: “تم اعتقال ما يقرب من 1181 امرأة بين كانون الأول\ ديسمبر 2017 وأواخر عام 2020، مشيرة إلى أن العدد الفعلي للنساء القابعات في السجون التي يديرها الحوثيون الذين تدعمهم إيران أعلى بكثير لأن أماكن السجون سرية وغير قانونية، وغالبا في مناطق يصعب الوصول إليها.
في السياق، وقال المحامي، إن التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة هذه السجون قليلة بشكل متعمد، وإن حالات الاختطاف القسري والتعذيب والعنف الجنسي ضد النساء تصاعدت منذ عام 2015، وإنه تناول عشر قضايا أخرى شبيهة بقضية الحمادي.
وورد في التقرير، إنه “من خلال التحدث إلى خمس ناجيات من السجن الحوثي ومحامين ونشطاء حقوقيين، علمت صحيفة إندبندنت أن حلقات الدعارة والعنف الجنسي ضد النساء منتشر في مواقع الاحتجاز التي يديرها الحوثيون في اليمن”.
لم يسلم النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 13 و55 عامًا من يد الحوثيين – بغض النظر عما إذا كن ربات منزل أو معلمات أو عاملات في المجال الإنساني أو طبيبات.
في السياق، أفادت “نورة الجروي”، الناشطة الحقوقية التي تعاملت مع الناجيات بأن “الميليشيات تستخدم الإكراه والابتزاز والترهيب لإيقاع النساء في الشرك”.
واضافت أن الحوثيون أيضا يستخدمون مجموعة عسكرية مدربة، تسمى “الزينبيات”، للإيقاع بالنساء الأخريات.
كما اعتبرت أن الحوثيين يستخدمون الاغتصاب وجهاد الزواج كوسيلة للتطهير، وهي تكتيكات لا تختلف عن تلك التي تتبناها “القاعدة”.