سوريا (مرصد مينا) – أعلن ممثلو أكبر كتلتين كرديتين في سوريا، اليوم الأربعاء، الاتفاق على رؤية سياسية مشتركة عقب محادثات دامت لأشهر برعاية أميركية، ضمن الخطوات الجارية لتوحيد وحدة الصف الكردي.
وأصدرت الكتلتين فور انتهاء الحوارات في مدينة الحسكة، التي تتقاسم فيها السيطرة بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام، بياناً مشتركاً باللغتين العربية والكردية، مؤكدين على أن خطوتهم لضمان تمثيل جميع المكونات في أيّة تسوية سياسية مقبلة بناء على قرارات جنيف.
وشارك في المحادثات ممثلون عن المجلس الوطني الكردي، الذي مجموعة أحزاب كردية، ومتحالف بشكل رسمي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والكتلة الثانية أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، المتواجدة في الإدارة الذاتية، وعلى رأسها حزب الاتحاد الديموقراطي، وبرعاية من نائب المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي، وليام روباك.
وأكد الطرفان خلال بيانهما المشترك، التوصل إلى «رؤية سياسية مشتركة وملزمة، تكون الانطلاق لمواصلة الحوار، وصولاً إلى التوقيع على اتفاقية شاملة في المستقبل القريب».
وأبدى الطرفين عن رضاهما ببنود الاتفاقية، معتبرين ما تم تحقيقه إنجاز وخطوة تاريخية مهمة نحو تفاهمات أكبر وأوسع وتعاون عملي على جميع المستويات.
ووفق البيان المشترك، فإن الاتفاقية عقدت بناء على بنود اتفاقية مدينة دهوك في كردستان العراق، برعاية رئيس الإقليم حينها مسعود بارزاني، والتي كانت أساسها الرئيس «تشكيل مرجعية سياسية كردية».
ومنذ انطلاقة الاحتجاجات في سوريا 2011، عاشت الكتل الكردية وأحزابها خلافات حادة، بسبب رؤيتها المختلفة للحدث السوري، تطورت تلك الخلافات إلى اعتقال بعض أعضاء المجلس الوطني الكردي، وبالتالي إغلاق عدد من مكاتبهم في مدن الإدارة الذاتية.
وفي تغريدة له على حسابه في «تويتر» قال القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي، «الدار خليل» إن الاتفاق «يعدّ منطلقاً مهماً وعامل دعم كبير من أجل تحقيق وحدة الصف الكردي».
أما القيادي في المجلس الوطني الكردي، «محمد إسماعيل»، وفي تصريح له لـ«فرانس برس» فقد أوضح أنه «في حال توصلنا إلى اتفاق نهائي، سنشكل قوة للشعب الكردي على الصعيد الداخلي والدولي والدبلوماسي، بالإضافة إلى تشكيل إدارة مشتركة على الصعيدين العسكري والسياسي في شمال شرقي سوريا».
من الجدير بالذكر، أن الحوارات عادت مجدداً منذ مدة، وبدعوة مباشرة من قائد قوات سوريا الديمقراطية، الحليف والمدعوم أمريكياً، والجناح العسكري لمجلس سوريا الديمقراطية، الذي يضم مختلف مكونات أبناء المنطقة، باستثناء المجلس الوطني الكردي الذي يمثله عسكرياً «بيشمركة روج» التي تدربت وتشكلت في كردستان العراق.