في أول تصريحات رسمية للمغرب حول التطورات السياسية في الجزائر، والتي انتهت بفوز “عبد المجيد تبون” برئاسة الجمهورية، دعا العاهل المغربي محمد السادس إلى “فتح صفحة جديدة” في العلاقات بين بلاده والجزائر، وذلك في برقية تهنئة وجهها إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، وفق وكالة الأنباء المغربية الأحد.
البرقية القصيرة، التي أرسلها الملك المغربي للرئيس الجزائري الجديد “تبونة”، طالب فيها الملك “محمد السادس”، السلطة الحاكمة في الجزائر والرئيس الجديد إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين،على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء”، علما بأن أزمة الصحراء الغربية لا تزال موضع خلاف بين البلدين.
ووفق العديد من الأبحاث العربية، فتعتبر مشكلة الحدود بين الجزائر والمغرب، من أقدم الملفات العالقة في العالم، فمنذ استقلال البلدين عن الفرنسيين، والمشكلة بينهما حول الحدود قائمة. عدد مهم من الباحثين والمهتمين يلومون الدولة الفرنسية، كونها لم ترسم الحدود عند خروجها، وتركتها غامضة، في حين يحمل آخرون السلطات الحاكمة للبلدين ما آلت إليه الأمور، والتي راح ضحيتها شعبي البلدين، وانقطاع التواصل بينهما، وخسائر اقتصادية.
ما تناوله الملك المغربي في رسالته القصيرة، تأتي في ظل إغلاق الحدود بين البلدين الجارين “المغرب والجزائر”، منذ عام 1994، فيما تعتبر المحادثات حول مصير الصحراء الغربية معطلة منذ عقود رغم أن الأمم المتحدة حاولت إحياءها أخيرا.
حيث جاء، إغلاق الحدود بين البلدين الجارين بعد تفجيرات مراكش عام 1994، إذ فرض الملك الراحل الحسن الثاني على الجزائريين التأشيرة لدخول المغرب وردت عليه الجزائر بغلق الحدود البرية بحجة أن قرار فرض التأشيرة “جاء أحادي الجانب”.
وتعمل الدولتان على تشديد الحماية العسكرية على الحدود البرية، إضافة إلى إنشاء أسوار عالية لمنع التسلل، في إشارة قال محللون لموقع “راديو سوا” إنها سياسية أكثر منها أمنية.
وكان العاهل المغربي، قد عرض في العام الفائت، على الجزائر “آلية سياسية (جديدة) من الحوار والتشاور” لإحياء العلاقات من دون أن يلقى أي رد. وجاءت دعوته قبل بضعة أسابيع من جولة مفاوضات أولى برعاية المنظمة الأممية.