ألمانيا (مرصد مينا) – استدعت وزارة الخارجية الألمانية، السفير الروسي في برلين، احتجاجاً على تورط موسكو في قرصنة البرلمان ومكتب المستشارية الألمانية، معبرة عن غضب البلاد من هذا التصرّف الذي يعد تدخلاً سافراً وتجسساً على معلوماتها وفي شؤونها.
جاءت عملية الاستدعاء، بعد خمس سنوات من العمل الاستقصائي المستمرّ، بإشراف المكتب الألماني للشرطة الجنائية “BKA” والشرطة الاتحادية والسلطات الأمنية الأخرى. للتأكد من عملية القرصنة التي استهدفت البرلمان الألماني، ومكتب المستشارية الألماني في العام 2015.
وبدأت التحقيقات مع رجل يحمل الجنسية الروسية، ويدعي «ديمتري بادين»، الذي يبلغ من العمر 29 عاماً، والملقب بـ«سكاراموش» المتهم الرئيس في القضية.
وأكد رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، «ميغيل بيرغار»: أن «لدى بلاده ما يكفي من الدلائل القاطعة التي تؤكد أن الأخير عميل لدى المخابرات العسكرية الروسية GRU»، مشيراً إلى أن استدعاء سفير روسيا في برلين، للإجابة على أسئلة حول تورط موسكو في التجسس على ألمانيا.
من جانبه، قدم قاضي ألماني مذكرة الاتهام المؤلفة من 50 صفحة، مشدداً على أن «الهجوم على الـ(بوندستاغ) قضية بالغة الخطورة».
واعتبر القاضي الألماني، أن «التجسس على البرلمان، يعدُّ هجوماً على المؤسسة التشريعية لجمهورية ألمانيا، وبالتالي هو ضرب لقلب الدولة الألمانية، نفذته المخابرات العسكرية الروسية».
وأبدت السلطات القضائية الألمانية، عن «قناعتها المطلقة بتورط (بادين) في القرصنة الإلكترونية التي تعرض لها النظام المعلوماتي لمقر البرلمان (بوندستاغ) فيشباط 2015. كما يُعتقد أن القراصنة الروس استولوا على الرسائل الإلكترونية للنواب».
ووفق المذكرة القضائية، فإن هناك «اشتباه من تمكّن المتهم الرئيس (بادين) أيضاً من التسلل إلى قلب أجهزة الكومبيوتر في مكتب المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بمقر البرلمان، ووضع برمجيات خبيثة فيها».
وأضافت المذكرة أنه «يشتبه في مشاركته أيضاً في قرصنة الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الديموقراطي الأمريكي، في العام 2016 وبالتورط في عمليات تجسس أخرى من بينها عملية استهدفت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية».
في المقابل، نفت السفارة الروسية في برلين، الاتهامات الموجهة لها، متهمة ألمانيا بعدم التعاون لكشف ملابسات الواقعة، وتأليف «قصص مبتذلة» عن القضية. مطالبة بالكشف عن «دليل آخر على التهديد الروسي».
وأكدت السفارة في بيان لها: أنه «عندما أعلن الجانب الروسي، عن استعداده لمناقشة القضايا التي تشغل شريكنا الألماني عبر جهات مختصة ومراجعة أدلة محتملة، أصبح الموضوع غير مهم لبرلين»، مشيرةً إلى أن هذه «الاتهامات مناورة لتشتيت الانتباه، على خلفية أزمة كورونا والصعوبات السياسية الداخلية والاقتصادية التي تسببت فيها الجائحة».
من الجدير بالذكر، أن العلاقة بين برلين وموسكو، توترت منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على أثر طردها لدبلوماسيين روسيين من موظفيّ السفارة، وذلك على خلفية مقتل مواطن جورجي ببرلين في آب/ أغسطس الماضي، وهو ما اعتبره الكرملين إجراء «لا أساس له وغير ودي».