لطالما كانت الهوية، وأثر الأجداد من الأمور المثيرة للاهتمام لدى البشر عموماً، لكن الأمر يأخذ منحنى آخر لدى الأمم والدول، فالماضي يعني الكثير لأي أمة، والأثر الذي يتركه الأجداد تتأثر به أجيال وأجيال، كما أن درجة الثقافة والحضارة والعلم الذي تمتع به أسلافنا يمكننا من بلوغ الثريا، أو البقاء أبد الدهر بين حفر الأرض، لذلك فإن الأثار القديمة تعني للدول ثقلاً ووزناً تاريخياً وحضارياً، ومؤثراً قوياً في الوجود.
فقد عثر بالقرب من مدينة “بوكلينكتون” في إنجلترا على مقبرة فريدة فيها رفات رجل ومهرين وخنازير وعربة وأسلحة وبروش برونزي وآخر من الزجاج الأحمر على شكل اليعسوب وقطع أثرية أخرى.
ووفقا للباحثين كان عمر الرجل عند وفاته أكبر من 46 سنة وقد توفي بين 320-174 سنة قبل الميلاد. ويعتقدون بأنه كان يحتل مرتبة اجتماعية رفيعة، ولم يقتل في معركة بل توفي بسبب الشيخوخة. وأن جثمانه وضع في عربة عموديا والمهور في وضعية وكأنها تقفز من القبر. وهذا يدل على الانتقال إلى عالم آخر.
وبحسب علماء الآثار البريطانيون؛ فإن الدرع الذي قطره 75 سم، أهم شيء عثر عليه في هذا القبر واعتبره الباحثون من الفنون المبكرة للسلت. وتقول عالمة الآثار باولا وير، رئيسة مشروع MAP للتدريب الأثري “للدرع حواف مسننة.
وهذه الميزة التصميمية لم تكن معروفة سابقًا ولا يمكن مقارنتها مع اكتشافات العصر الحديدي الأخرى في أوروبا، ما يجعل الدرع فريدا”. وتضيف أن وجود الثقوب في الدرع دليل على أنه استخدم في المعارك، كما وجدت آثار تشير إلى خضوعه لعمليات الصيانة.
ويشير علماء الآثار إلى أن “نقوش الدوامة” التي تزين الدرع، هي من سمات الحضارة اللاتينية التي ازدهرت في القرون 5 -1 قبل الميلاد في وسط وغرب أوروبا وفي البلقان وآسيا الصغرى والجزر البريطانية، ووفقا للباحثين، اكتشاف قبر المقاتل السلتي، الذي يحتوي على قطع أثرية بهذه الحالة الجيدة، لم يسبق له مثيل أبداً.