مرصد مينا- العراق
يعاني العراق من أزمة مياه غير مسبوقة، بعدما غيرت إيران مجرى الأنهار التي تصل إليها، ما دفع وزارة الزراعة إلى تقليل المساحات الزراعية خلال خطتها للموسم المقبل، حسبما ذكرت مصادر محلية.
ويحذّر مسؤولون، من موسم زراعي “ضعيف” سيقبل عليه العراق، نتيجة استمرار أزمة المياه في محافظة ديالى ومحافظات أخرى شرقي العراق مع انحسار مناسيب نهر دجلة، بفعل تغيير إيران مجرى عدة روافد ومنع وصولها إلى داخل الأراضي العراقية، وسط تحذيرات من كارثة بيئية ونزوح عشرات آلاف العراقيين من القرى والبلدات التي تعتمد بالغالب على تلك الروافد المائية.
وكان العراق، قد لوّح في وقت سابق، بالتوجه إلى المجتمع الدولي من أجل الحصول على حقوقه المائية من إيران، مؤكداً أنه ليست هناك “أي بوادر إيجابية” من الجانب الإيراني حيال أزمة المياه وتقاسم الضرر الإقليمي، إلا أنه لم يبدأ أي تحرك رسمي بهذا الاتجاه.
وزارة الزراعة، أكدت أن أزمة المياه التي يمر بها البلاد، قد تتسبب بتقليل المساحات المقررة زراعتها، ضمن الخطة الزراعية المقبلة، وقال المتحدث باسم الوزارة، حميد النايف، إن “الخطة الزراعية المقبلة قد تقل وفقا لمسألة توفر المياه”، مبينا في إيجاز قدمه للصحافيين الخميس، أن “هناك تطمينات من قبل وزارة الموارد المائية بوجود خزين مائي”.
يشار إلى أن وزير الموارد المائية العراقي، “مهدي حمداني” كان أكد في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنّ كميات المياه الواردة من تركيا وإيران انخفضت بنسبة 50%، نتيجة بناء العديد من السدود والمشاريع على منابع نهري دجلة والفرات.
وفي الأعوام الماضية، تسبّبت ملوحة المياه في تحويل آلاف الهكتارات إلى أراضٍ بور، وفي دخول مائة ألف شخص إلى المستشفيات في صيف عام 2018. وتُعَدّ ملوحة المياه إلى جانب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ضربة قاضية للقطاع الزراعي العراقي الذي يشكّل نسبة 5% من إجمالي الناتج الداخلي ويوظّف 20% من إجمالي اليد العاملة في البلاد.
إحصائيات رسمية أفادت بتضرّر سبعة ملايين عراقي من نحو 40 مليوناً، من “الجفاف والنزوح الاضطراري”، وفق ما ذكره الرئيس العراقي برهم صالح، في تقرير أصدره عن التغيّر المناخي.