fbpx
أخر الأخبار

بشار الأسد: لاحكم عليه

هو المرشح الرئاسي، وهو الناخب، وهو المنتخَب، وهو صندوق الأصوات، وهو السبابة الملطخة بدم السوريين والتي سـ “تبصم”:

ـ نعم.

وفي كل الأعراف، بما فيها أعراف التقدم إلى وظيفة عامة في دائرة حكومية، ثمة طلب يُطلب من المتقدم، واسم الطلب:

ـ لاحكم عليه.

قد يكون الحكم سرقة تفاحة من صندوق تفاح على رصيف، وقد يكون القتل الخطأ، غير أنه ليس ثمة محكوم بقتل مليون سوري، وتهجير نصف السكان، وتدمير ثلاث أرباع البلد، ورهن ما لم يدمّر سوى رجل واحد اسمه :

ـ بشار الأسد.

ومع ذلك يتقدّم الى وظيفة رئيس جمهورية، ليمدّد ولايته وصولاً لابنه أو زوجته.

والانتخابات الرئاسية باتت على الباب، ولا من ينافسه، وهاهي تأتي بدعم دولي بلا حدود بتوقيع الروس والايرانيين والصينيين، وبدعم خجول من منظومة دول عربية، وبسكوت الدول العظمى ومن بينها الولايات المتحدة.. بريطانيا العظمى وإسرائيل (وهي دولة عظمى بلاشك).

ـ من سينافسه على الرئاسة؟

ليس بعيدًا أن ترشح المعارضة شخصية من بين صفوفها تتقدم للمباراة، لا لتفوز، بل للتتسفه وتسفه المعارضة معها، ومع سفاهتها وتسفيهها تمنح بشار الأسد شرعية ماكان لسلاحه أن يمنحه إياها، وبإشراف من منظمات دولية وازنة تمارس الرقابة على “نزاهة الانتخابات” ولابأس أن تكون الانتخابات نزيهة والسواطير والهروات والبنادق وكواتم الصوت في أذن وأنف أي سوري يدخل وراء ستارة غرف “الصوت”، ولابأس أن يكون من يعدّ الأصوات هو بشار الأسد نفسه، أو من ينوب عنه.

ـ تنوب عنه زوجته.

ـ ينوب عنه ابنه البكر.

ـ ينوب عنه فروع مخابرات ممتدة على كامل أجساد الناس ولقمة خبزهم.

انتخابات ستمنحه الشرعية وهي الشرعية التي لم تمنحه اياها الوراثة، كما لم يمنحه إياها السلاح، كما لم يمنحه إياها الفساد والمال المكوّم في خزائنه وخزائن المصارف السوداء المشتغلة بالمال الأسود.

سيكون من “قلّة العقل” الطلب من المعارضة أن توقف ماكينة النظام ودعوته إلى الانتخابات (النزيهة) فالنظام هو من يحسم، وهو من يقرر وهو من يلغي القرار، ولكن من “المعقول” أن تصمت، فلا تُرشح ولا تترشح، فصمتها رحمة بعد أن بات خطابها لعنة، فالشرعية لاتمنحها معارضة أسقطت مشروعيتها من اللحظة التي ارتهنت للمال الفاسد والمحاور الفاسدة والحسابات الفاسدة، إلى أن تفوّقت على النظام بفسادها، وعجزت عن منافسته على إدارة الفساد فإدارة الفساد محتكرة له وحده، وليس عليها سوى أن تكون مجرد ملحقات في آلته.

أن يكون بشار الأسد رئيسًا منتخبًا هذا يعني الاعتداء الصريح على محكمة الجنايات الدولية.

أن يكون بشار الأسد رئيسًا منتخبًا هذا يعني إعادة قتل السوريين الذين قتلهم.

أن يكون رئيسًا منتخبًا هذا يعني الإجهاز على الحلم السوري بالحرية / الاستقلال / الخبز النظيف.

أن يبقى رئيسًا بالعنف / السلبطة / بقوة السلاح وقوة قوى الاحتلال فهذا وارد ومقبول ومرحب به.

أقلّه كي لاتتغير الحقائق.

لاتتغير المعايير.

لا تتغير الأسماء.

أن يبقى لدم الناس فسحة لينتصر على “الكيماوي”.

إن لم يكن اليوم فغد.. بعد غد.

في أي يوم تستعيد العدالة عدالتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى