مرصد مينا
هي قمة تعارف للذين يعرفون بعضهم جيداً، هو ذا وصف القمم العربية حيث كانت وأيّ كانت، غير أن قمة المنامة تأتي في المرحلة الأقسى على أيّ من الخيارات، فلا فتح الجبهات يعني سوى فتح لشهية خراب، والاستمرار في أغلاق الجبهات لن يكون له مردود طيب بمواجهة شعوب عربية تتسمر أمام الفضائيات.
أقصى ما يمكن للقمة أن تفعله بالإضافة لبيانها الختامي المكتوب مسبقاً، هو أن تنتج ضغوطاً باتجاه وقف النار في غزة، وربما ثمة إنجاز ما، لليوم التالي ما بعد حرب غزة، فالحروب الكبرى قد تقود إلى تسويات كبرى، ولولا حرب أكتوبر لما كان كامب ديفيد.
قد يكون الحدث الأبرز للقمة اليوم، هو مشاركة بشار الأسد في أعمالها أما عن مشاركته القمة فتحمل إنجازين:
ـ أوّلهما هو أنه لن يلقي كلمة في القمّة.
وثانيتهما أن لن يلقي كلمة في القمّة، ويصح وصف صمته بالإنجاز الثالث، أقله وهو لم يحمل للقمة من بلاده أيّة إنجازات تعني مصير البلاد واستعادة الحياة إلى بلد أغرقه الدمار.
وصل القمة وليس في حقيبته أيّ من الإجابات:
ـ ماذا عن التسوية السياسية في سوريا؟
ـ ماذا عن إعادة الإعمار في سوريا؟
ـ إلى متى ستبقى قفازاً في يد طهران؟
ـ ماهي حقيقة موقفك مما يجري في غزة؟
وعشرات الأسئلة التي سيكون آخرها:
ـ ولماذا أنت صامت سيادة الرئيس.
قد يجيب:
ـ إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب.
وستكون إجابة بالغة الادهاش وهو رجل يحاضر بـ “التاريخ / الجغرافية / الكيمياء الحيوية / الثورة الصناعية الخامسة / المنطلقات النظرية لحزب البعث ولا يصمت”.
بالنتيجة سيكون الحدث السوري هو الحدث الأبرز لقمة المنامة، والأبرز من الأبرز هو صمت بشار الأسد رأفة بالسامعين من جمهور التلفزيونات.