مرصد مينا – لبنان
كشفت مصادر سياسية لبنانية أن حزب الله لا يزال على أهبة الإستعداد تحسباً لأي طارئ، على الرغم من تراجع الأنباء، التي تتناول احتمالية شن الولايات المتحدة هجوماً على منشآت نووية إيرانية، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي، “دونالد ترامب”.
وأرجعت المصادر استمرار الحزب في حالة التأهب إلى نقطتين، الأولى هي الأوامر الإيرانية، التي نقلها قائد فيلق القدس الإيراني، “إسماعيل قاني”، إلى قيادة الحزب خلال زيارته السرية الأخيرة إلى الضاحية الجنوبية، والثانية هي تواصل احتمالية تعرض الأمين العام للحزب، “حسن نصر الله”، لعملية اغتيال، لا سيما بعد مقتل العالم النووي الإيراني، “محسن زاده”.
يشار إلى أن وسائل إعلام لبنانية كشفت الأسبوع الماضي عن وثائق سرية سلمها “نصر الله” لـ”قاني”، تثبت وجود مخطط أمريكي لاغتيال قادة ميلشيشيات مدعومة إيرانياً في الشرق الأوسط بينهم “نصر الله”، وأن واشنطن سلمت الجيش الإسرائيلي 500 قنبلة خارقة قادرة على استهداف المنشآت تحت الأرض وفي الجبال.
كما رجحت المصادر أن يكون من بين الاستعدادات، التي يجريها الحزب، البحث عن خليفة محتمل “لنصر الله” في حال مقتله، لتلافي تكرار حالة الإرباك، التي تبعت عملية اغتيال قائد فيلق القدس السابق، “قاسم سليماني” مطلع العام الجاري وتأثيراتها على النفوذ الإيراني في المنطقة، وتحديداً في العراق.
وأوضحت المصادر: “أكثر ما يقلق إيران وقيادة حزب الله في مسألة اغتيال نصر الله، هي مسألة الارتباك التي ستضرب الحزب ومقاتليه، ما يدفعها إلى محاولة تجنب ذلك السيناريو من خلال اختيار خليفة له بشكلٍ مسبق، خاصةً مع إمكانية وقوع صراعات داخلية على منصب الأمين العام”، لافتةً إلى أن إيران لا تستبعد قيام الولايات المتحدة بمثل تلك الخطوة، لا سيما وأن واشنطن تدرك تماماً قضية أن إيران ستتجنب أي رد في الوقت الحالي، على أية عملية اغتيال تطال قيادتها أو قادة ميليشياتها في الشرق الأوسط، كونها لا تريد الدخول في حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة.
في ذاته السياق، أكدت المصادر أن هوية الخليفة المفترض “لنصر الله” ستبقى سرية بشكل كامل، ولا يطلع عليها إلا الإيرانيين والحلقة الضيقة من قيادة الحزب، لمنع تحوله إلى هدف لعمليات اغتيال إسرائيلية وأمريكية، وأن الكشف عن هويته لن يكون إلا بمقتل “نصر الله” أو وفاته أو عجزه عن إكمال مهامه.