بعد الأربعين… أطعمة تعزز صحة الدماغ وتحمي من التدهور المعرفي

مرصد مينا

مع التقدم في العمر، تبدأ أدمغتنا في مواجهة صعوبات طبيعية تؤثر في الذاكرة والتركيز والمزاج. هذا ما أكده أطباء وخبراء تغذية، مشيرين إلى أن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يلعب دوراً محورياً في دعم صحة الدماغ، خاصة بعد سن الأربعين، عندما تبدأ بعض العمليات العصبية بالتباطؤ وتزداد احتمالية ظهور علامات التدهور المعرفي.

وفي تقرير نشره موقع “هاف بوست” الأميركي قبل عدة أيام، أوضح طبيب الأعصاب الدكتور ألكسندر زوبكوف أن الدماغ مع التقدم في العمر يشهد تباطؤاً في تدفق الدم، وانخفاضاً في مستويات النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين والأسيتيل كولين، وهي مواد كيميائية أساسية تتحكم في التركيز والمزاج والذاكرة.

كما أشار إلى تراكم ما يُعرف بـ”الإجهاد التأكسدي” والالتهاب المزمن منخفض الدرجة، وهما عاملان رئيسيان في التدهور المعرفي والأمراض العصبية.

لكن في المقابل، لا تأتي الشيخوخة وحدها بالأعباء، بل تحمل معها أيضاً بعض الفوائد المعرفية، كما توضح الدكتورة يوكو هارا، مديرة قسم الشيخوخة والوقاية من مرض ألزهايمر في “مؤسسة اكتشاف أدوية الزهايمر”.

تقول هارا: “مع التقدم في السن، تزداد المفردات ويتوسع الذكاء المتبلور، أي المعرفة المتراكمة، مما يمنح كبار السن قدرة أكبر على اتخاذ قرارات مستنيرة والنظر للأمور بحكمة”.

وهنا يأتي دور النظام الغذائي كعامل حاسم في دعم هذه القدرات، بحسب ما يؤكد الأطباء. فالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والمركبات المضادة للالتهابات تسهم في حماية الدماغ من التلف وتحسين وظائفه، عبر دعم الخلايا العصبية وتقليل التلف التأكسدي، بحسب زوبكوف.

وفي ما يلي أبرز الأطعمة التي يوصي بها خبراء الأعصاب والتغذية لتعزيز صحة الدماغ بعد الأربعين:

الجوز

يُعتبر الجوز من الأطعمة الخارقة لصحة الدماغ، نظراً لما يحتويه من مضادات أكسدة، ومغنيسيوم، وأحماض أوميغا 3 الدهنية (ALA).

وتشير دراسات إلى أن مستويات ALA المرتفعة ترتبط بتحسن استهلاك الطاقة في المناطق الدماغية الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر، لا سيما لدى الأشخاص المعرضين وراثياً للإصابة به.

الشاي الأخضر

يُعد الشاي الأخضر أحد أفضل المصادر الطبيعية لمضادات الأكسدة مثل الكاتيكين والفلافونويد، التي تقي خلايا الدماغ من الالتهاب والإجهاد التأكسدي.

كما يحتوي على مادة الـ”ل-ثيانين”، وهو حمض أميني يساعد على الاسترخاء بدون التسبب بالنعاس، إلى جانب الكافيين الذي يعزز اليقظة والإدراك.

الفطر

أصبح الفطر يحظى باعتراف متزايد كغذاء فعّال في دعم صحة الدماغ، وذلك لاحتوائه على مضادات أكسدة قوية مثل الإرغوثيونين، الذي يساعد في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.

كما يحتوي على مجموعة من فيتامينات “ب” والأحماض الأمينية الضرورية لوظائف الدماغ والطاقة.

الأسماك الدهنية

الأسماك مثل السلمون والسردين تُعد مصدراً غنياً بحمض “DHA” من أوميغا 3، وهو عنصر حيوي لبنية الدماغ ووظائفه. وتُظهر الدراسات أن الاستهلاك المنتظم لهذه الأسماك يساهم في تحسين الذاكرة والتركيز.

التوت الأزرق

يحتوي التوت الأزرق على الأنثوسيانين، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي، ويُظهر تأثيراً إيجابياً في تحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية.

الخضراوات الورقية

السبانخ والكرنب وغيرهما من الخضراوات الورقية الداكنة، غنية بحمض الفوليك، وفيتامين “ك”، واللوتين، وهي عناصر غذائية مرتبطة بإبطاء تراجع الوظائف المعرفية مع التقدم في العمر.

ويجمع الخبراء على أن تضمين هذه الأطعمة ضمن النظام الغذائي اليومي، إلى جانب نمط حياة نشط ومتوازن، قد يكون من أفضل الاستراتيجيات للوقاية من أمراض مثل ألزهايمر، وتحقيق تقدم معرفي مستدام حتى مراحل متأخرة من العمر.

Exit mobile version