أي سلام بارد، أفضل من أي صراع ساخن، فكيف إذا كان الحال مابين دول توصف بـ “الشقيقة” أو “الجارة”؟
سيكون التعاون والتفاهم هو السبيل الاكثر جدوى في عالم لم تورث فيه الصراعات سوى المزيد من الخسائر.
قد يكون الترحيب بلقاء “العلا”، امرًا طيبًا دون تجاوز مجموعة من الأسئلة.
بداية، ثمة حقيقة وهي أن المنطقة تشهد محاور، يمكن التعبير عنها بالمحور السعودي، الإماراتي المصري، والمحور القطري، التركي، الاخواني، وهما محوران يتنافسان على زعامة العالم الإسلامي، ولكل توجهه واستراتيجيته في الوصول إلى هذه الزعامة.
هذا واحد من جوانب الفرقة التي حدثت ما بين المحورين، أما ما يجعل التفاهم مطلوبًا فهو يتمثل:
ـ اولاً بالخطر الإيراني، ولا أحد من دول الخليج معفى منه.
وثانيًا بالاستنزاف الاقتصادي وسط مخاطر ما يتعرض له الاقتصاد العالمي ككل.
بالنتيجة سيكون حجم المخاطر في ديمومة الاختلاف اكبر بكثير من التوافق حتى ولو بالحد الأدنى من التوافقات، دون أن يعني التوافق تأجيل الكثير من االأسئلة.
تبدأ الأسئلة بسؤال ليس ثانويًا ويتعلق بالإعلام القطري وحصرًا في محطة الجزيرة، وهل ستتابع المحطة سياساتها في التحريض والتشهر وايقاد النيران؟
ـ السؤال الثاني:
ـ كيف ستكون التوافقات إزاء الانقسامات في صراعات المنطقة ومن بينها المسألة السورية، والمسألة اليمنية والمسألة الليبية؟
والسؤال الثالث، ماهو حال جماعة الاخوان المسلمين، وهل بوسع القطريين لجمهم عن تفجير القلاقل في مصر، وسواها من المنطقة العربية؟ وإذا اعتزم القطريون ذلك فما هو حال موقف حليفهم التركي؟
هي أسئلة لن تكون مؤجلة ما بعد لقاء “العلا” وإن كان مسكوت عنه خلاله، فاللقاء خطوة تعني “حسن النوايا”، غير أن حسن النوايا هذا ليس ضامنًا للأيام اللاحقة، خصوصًا وأن المواقف القطرية طالما كانت متأرجحة، وللوبي الاخواني في قطر نفوذ يمتد من الفقيه إلى المذيع، وبالنتيجة فلا ضامن لعودة اللوبي الى التحرك لينهش في التوافقات، وهو لوبي يقوم اولاَ وأخيرًا على الاستثمار في الصراع.
كلها أسئلة ستزيحها لحظة العناق التي شهدناها في مطار “العلا”، غير انها لابد وأن تحضر في الأيام القادمة، هذا إذا لم يكن للإدارة الأمريكية القادمة مواقف حاسمة إزاء مجموعة من االقضايا، اولها الموقف من إيران، فهل ستكبح إدارة بايدن مطامح دولة الملالي في الامتداد الحربي في منطقة الخليج؟
هذا هو السؤال الجوهري، ومن ثم تأتي بقية الأسئلة:
ـ السؤال في المسألة السورية.
ـ السؤال في المسألة اليمنية.
ـ السؤال في المسألة الليبية.
اليوم كل الترحيب وبانتظار الغد بما يحمل من إجابات عن أسئلة لم يجب عنها بعد.