بعد الجزء الخامس.. القضاء العراقي يبدأ التحقيق بتسريبات المالكي

مرصد مينا

فتح مجلس القضاء الأعلى في العراق تحقيقا بشأن التسريبات الصوتية المنسوبة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف “دولة القانون” الحالي نوري المالكي اليوم الثلاثاء.

المجلس أوضح في بيان له أن “محكمة تحقيق الكرخ تلقت طلباً مقدماً الى الإدعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التسريبات الصوتية المنسوبة لنوري المالكي”، مضيفا أن “التحقيق الأصولي بخصوص التسريبات يجري وفق القانون”.

يشار أن الناشط العراقي المقيم في الخارج، علي فاضل الجزء الخامس من التسريبات الصوتية المنسوبة لنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق، وهي بحسب فاضل  أجزاء من “اجتماع طوله ساعة بين المالكي” وآخرين لم يتم الكشف عن هوياتهم.

ويتحدث “التسريب” الخامس عن مجموعة تدعى “كتائب أئمة البقيع”، ضمن جماعة أكبر كما يبدو تطلق على نفسها “أمة الأخيار” بقيادة مرجع ديني يشار إليه في التسجيلات باسم “سماحة آية الله الميرزا”، ويوحي التسجيل أن المجتمعين ينتمون إلى تياره.

وتقول قناة “الجدار نيوز” التابعة للتيار الصدري على تلغرام إن “قاطع مليشيا أئمة البقيع… يمتد من (المقدادية _ شهربان _ الهارونية _الصدور _ حمرين _ مياح)”، وتتهم الجماعة بفرض إتاوات على الشاحنات والتجارة بالمخدرات” .

إعلام “لواء أئمة البقيع” يقول إنه ينتمي إلى ما يعرف بـ”حشد وزارة الدفاع” وهي مجاميع خاضعة لإدارة وزارة الدفاع العراقية، وليس هيئة الحشد الشعبي، فيما يقود اللواء شخص اسمه سعد طعيس التميمي، ويتولى شقيقه، حميد، قيادة أحد أفواج اللواء.

ويتحدث المجتمعون في التسجيل الأخير صراحة عن “وجوب سفك الدماء” وفقا لـ”خطة رشيدة” من أجل تسليم الحكم للمالكي، ويقولون إنهم مطيعون له.

ولا يبدي المالكي، موافقته صراحة لتلك الخطة، لكنه لم يعترض عليها واكتفى بالدعاء لمحاوريه.

في السياق نفسه شهدت محافظات عراقية تظاهرات لأنصار الصدر أمام مقرات لحزب الدعوة الذي يقوده المالكي، احتجاجا على تلك التسجيلات، رغم أن الصدر طلب، عن طريق قياديين في تياره، عدم الخروج بتظاهرات.

وفي تغريدته، يطالب الصدر حلفاء المالكي وعشيرته وحزبه (الدعوة الإسلامية) باستنكار التصريحات، في دلالة واضحة على أن الصدر “غير مقتنع بنفي المالكي” لصحة التسريب الصوتي، بحسب المحلل السياسي، العراقي، علي المعموري.

من جهته نفى حزب الدعوة، مجددا، صحة التسجيلات وحذر من “فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد”. وقال الحزب في بيان، نشرته وكالة “ناس نيوز” المحلية الإثنين، إنه “دعم وعاضد” مشروع، والد مقتدى، محمد محمد صادق الصدر، المرجع الديني الشيعي البارز في التسعينيات والذي تعرض للاغتيال مع نجليه.

البيان أكد أنه “مع إرهاصات تشكيل الحكومة نرى أن هناك من يذكي نار الفتنة بيننا نحن أبناء الصدرين”، مضيفا “نرى في هذه الأيام بوادر فتنة تصب الزيت على النار من قبل المرجفين والمتربصين بشعبنا الدوائر، ومن قبل الأجهزة السرية في الداخل والخارج ممن يطمعون بتحويل العراق إلى بؤرة صراع من خلال تسريب واستراق إلكتروني دخل عليه التزييف والتزوير، وقد تم توضيح ذلك لشعبنا”.

وتابع، “إننا لن ننجر إلى فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد فضلا عن الخط الرسالي الذي مثله الشهيدان الصدران (قدس سرهما) وندعو أبناء شعبنا وقواه السياسية للحذر من الوقوع في صراع لايخدم إلا أعداء الإسلام والوطن”.

والاثنين، طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، القيادات المتحالفة مع المالكي، بإصدار بيان مشترك لاستنكار ما ورد في التسريبات المنسوبة لرئيس الوزراء الأسبق، الذي كان قد نفى في وقت سبق صحتها.

وفي تغريدة على تويتر، رد الصدر، على ما قال إنها تهديد “من حزب الدعوة المحسوب على آل الصدر ومن كبيرهم المالكي ومن جهة شيعية تدعي طلبها لقوة المذهب”، مطالبا بـ”إطفاء الفتنة من خلال استكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة معه (المالكي) من جهة ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى”.

وأثارت سلسلة تسريبات صوتية قيل إنها تعود للمالكي جدلا في العراق، رغم أن رئيس الوزراء الأسبق أنكرها باعتباره “مفبركة”.

ونفى المالكي، الأحد الماضي، مجددا، صحة التسريبات الصوتية المنسوبة إليه، التي أشار آخرها إلى الحشد الشعبي بوصفه “أمة الجبناء”، وإلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بوصفه “قاتلا وسارقا”.

يشار أنه في التسريب يسمع فيه صوت منسوب للمالكي وهو يحذر من “حالة اقتتال”، وقال إنها ستكون مدفوعة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ويقول إنه “لن يترك التشيع والعراق بيد الصدر”، وأنه يعتقد أن الصدر “سيهاجم” المالكي بسبب التاريخ من الخلاف والصراع بينهما.

ويهدد الصوت في التسجيل بـ”مهاجمة النجف” مقر الصدر، ويقول إنه يتجه لتسليح مجموعات، مضيفا أنه “أعرب لرئيس الوزراء الكاظمي” عن هذه المخاوف، وقال له إنه “لا يثق بالجيش والشرطة” لحمايته، مضيفا ردا على سؤال أحد الحاضرين “ماذا عن الحشد؟”، فيجيب “الحشد أمة الجبناء”، لكنه يقول إنه يحتاج الحشد كغطاء.

وتم تداول التسجيل بشكل واسع على صفحات العراقيين على مواقع التواصل، وكذلك الأمر بالنسبة لتغريدات المالكي التي تنفيه.

وكان الصدر والمالكي تبادلا مرات كثيرة، اتهامات بعضها اتسم بالتصريح وآخر بالتلميح، لطالما ترافق معها محاذير بتفجر الشارع واحتقان المشهد العام في البلاد.

Exit mobile version