مرصد مينا – هيئة التحرير
كشف ضابط في وزارة الدفاع العراقية، أن وفداً عسكرياً ايرانياً دخل إلى القواعد الامريكية التي سُلمت مؤخراً للقوات المسلحة العراقية، وذلك لتفحص الأسلحة وتوثيقها وتصوير المعدات المتواجدة فيها.
قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، انسحبت خلال الأيام الماضية، من قاعدة التاجي العسكرية، شمالي العاصمة العراقية بغداد، اذ سلمت ما یعادل مبلغ 347 ملیون دولار من معدات وأصول ومرافق في المعسكر.
وأكدت قوات التحالف في بيان له: أن “قوات المهام المشتركة – عملية العزم الصلب – قامت بتسليم الموقع الذي تشغله قوات التحالف في معسكر التاجي في العراق إلى قوات الأمن العراقیة في مراسم أقیمت في 23 آب 2020، وذلك بفضل النجاحات التي حققتها الأخيرة في الحملة المستمرة لھزیمة داعش”.
البديل الإيراني..
إلى جانب ذلك، أوضح الضابط في وزارة الدفاع أن “ايران تمتلك 35 قاعدة عسكرية في العراق، وأغلب عناصرها من حرس الثوري كما يتواجد قسم قليل من الجيش الإيراني”، مشيراً إلى أن “القواعد تتواجد ضمن ألوية الحشد ومنها الالوية التي تحمل 1 الى 5 و اللواء 18 والالوية من 21 الى 24 إضافة إلى اللواء الذي يحمل الرقم 45”.
وأكد الباحث في الشأن السياسي العراقي، “حذيفة المشهداني” لـ”مرصد مينا”: أن “ايران لا تملك قواعد عسكرية واضحة في إيران، كما هو الحال بالنسبة للقوات الأمريكية في العراق،” لافتاً إلى أن ” طهران تمتلك البديل عن القواعد الرسمية، من خلال المليشيات العراقية المرتبطة بها بشكل مباشر وعضوي”.
الباحث “المشهداني” لفت إلى أن “ايران تتواجد في الكثير من المواقع ومن أهمها جرف الصخر شمالي بابل، أو القائم بمحافظة الأنبار وحتى في نينوى وصلاح الدين ومركز مدينة الرمادي”. مشدداً على أن “أي قواعد إيرانية رسمية ستكون مدانة من الشعب العراقي، وهدفا سهلا للقوات الأمريكية”.
ورجحت مصادر مطلعة أن القوات الامريكية التي انسحبت من قاعدة التاجي شمالي بغداد، أنها توجهت إلى قاعدتي البغدادي والحرير في أربيل، وتنتشر القوات الأمريكية في عدة مناطق في العراق، اذ شاركت في العمليات التي استهدفت القضاء على تنظيم داعش، منذ منتصف حزيران العام 2014.
قواعد تدريب..
“المشهداني” أوضح : أن “القواعد الإيرانية الرسمية تعرض العراق لإحراج كبير مع محيطه العربي، وتعطي مؤشرا إلى أنها محاولة واضحة لاستهداف دول الخليج وغيرها من دول الجوار” مؤكداً على تواجد ” تواجد المليشيات المرتبطة بإيران في المناطق الحدودية ولا سيما مع سوريا، ويمكن لطهران أن تستغلها بإنشاء قواعد هناك، وأن تكون منطلقا للهجمات على دول الجوار”.
وكان المتحدث باسم قوات العمليات المشتركة العراقية اللواء “تحسين الخفاجي ”أكد في وقت سابق: أن “قوات التحالف الدولي سلمت الموقع رقم 8 في معسكر التاجي للقوات العراقية، وتم بتوقيع محضر الاستلام والتسليم”. لافتاً إلى أن “هذا الموقع كان يستخدم لتدريب وتجهيز وتأهيل الكوادر العراقية من قبل القوات الأسترالية والنيوزلندية والأمريكية، وسوف يخصص للقوات الأمنية العراقية لاستخدامه”،
قاعدة “التاجي” تعرضت في الآونة الأخيرة لعدة هجمات صاروخية من قبل فصائل مسلحة. وتزايدت وتيرة هذه الهجمات منذ اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، والقيادي بهيئة “الحشد الشعبي” العراقية أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية ببغداد في 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء قرار تسليم القاعدة الامريكية بعد عودة رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” من زيارة أجراها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والتقى خلالها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وعدد من المسؤولين، وبحث فيها عدة مواضيع، من بينها مسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
إعادة انتشار..
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي “فؤاد حسين”، إن “عملية إعادة انتشار القوات الأمريكية الموجودة في بلاده ستتم وفق جدول زمني”.
وأوضح “حسين” الذي رافق الكاظمي في زيارته واشنطن، أن “المناقشات تعلقت بالعلاقات الأمنية والعسكرية، وتم طرح فكرة إعادة انتشار القوات الأمريكية، وكان في واشنطن نقاش جاد واسع حول هذا”.
وزير الخارجية أكد أن “إعادة الانتشار تعني عودة القوات الأمريكية إلى بعض الدول، وستتم وفق جدول زمني، ومن قبل مختصين وفنيين من الطرفين لدراسة هذه المسألة، وإقرار الجدولة الزمنية”.
وبعد دحر التنظيم، عام 2017، تحولت مهام تلك القوات لتدريب القوات العراقية وتسليحها وتقديم المعلومات الاستخباراتية لها، بالإضافة للدعم العسكري المباشر من خلال الطلعات الجوية لملاحقة خلايا “داعش” النائمة وتحييدها بالضربات.
يذكر أن قاعدة التاجي هي القاعدة الـ7 التي يسلّمها التحالف الدولي منذ مطلع العام الحالي 2020، فهذه تطورات مهمة سيكون لها انعكاسات على الاستقرار في العراق ومواجهته لتنظيم “داعش”، وانتشرت القوات الأمريكية في نحو 12- 14 قاعدة عسكرية في العراق، كما قدر عدد القورات بنحو 5 آلاف عسكري، وتوزعت على قاعدة التاجي شمال بغداد، وقاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة K1 في كركوك، وقاعدة الحرير في أربيل، وفي مارس/اذار 2020، انسحبت قوات التحالف الدولي من قاعدة القائم العسكرية الواقعة على الحدود مع سوريا، وتم تسليمها للقوات العراقية بشكل رسمي.
وصوت البرلمان العراقي يناير/كانون الثاني الماضي على قرار يطالب فيه الحكومة بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بغارة جوية أمريكية في بغداد.