مرصد منيا – أمريكا
فرضت الولايات المتحدة الامريكية عقوبات على مسؤولين كبيرين في الاستخبارات الإيرانية، محملة طهران للمرة الاولى مسؤولية “خطف” الأمريكي “بوب ليفنسون” الذي فقد في ايران في العام 2007 بظروف غامضة، ووفاته “على الأرجح”.
وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت أن “واشنطن فرضت عقوبات على مسؤولين كبيرين في الاستخبارات الإيرانية هما محمد باصري وأحمد خزائي للاشتباه بضلوعهما في قضية ليفنسون”.
واتهمت الولايات المتحدة الإثنين، طهران للمرة الاولى بالتورط المباشر في خطف العنصر السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي، بوب ليفنسون الذي فقد أثره منذ 13 عاماً “ووفاته المرجحة”.
إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” التي نشرت المعلومات قبل شهر من تولي “جو بايدن” السلطة، طالبت الأخير على اعطاء أولوية لإطلاق سراح ثلاثة أمريكيين على الأقل، تحتجزهم إيران قبل الاستئناف المتوقع للعملية الدبلوماسية بين البلدين.
بدوره، أكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “كريستوفر راي” في بيان له: إن “الحكومة الإيرانية تعهدت بتقديم مساعدتها لإعادة بوب ليفنسون، لكنها لم تفعل ذلك البتة، والحقيقة أن عناصر في أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وبموافقة مسؤولين إيرانيين كبار، ضالعون في خطف، واعتقال بوب”.
وتعد العقوبات في ذاتها رمزية بدرجة كبيرة، إذ يستبعد أن تكون للعميلين الإيرانيين حسابات مصرفية في الولايات المتحدة، رغم أن الخطوة ستحد من تنقلاتهما دولياً.
يذكر أن “ترامب” فرض عقوبات شاملة على إيران، وسعت لوقف جميع صادراتها النفطية، وانسحب من اتفاقية 2015 التي تفاوض عليها سلفه باراك أوباما التي قلصت طهران بموجبها برنامجها النووي.
وكان ليفنسون، الذي اختفى إبان ولاية الرئيس جورج بوش الابن، ومن المفترض أنه بلغ 72 عاماً هذا العام، من أكثر حالات الاختفاء الغامضة لمواطنين أمريكيين في بلد معاد.
واختفى الأب لسبعة أطفال في مارس (آذار) 2007 في كيش، وهي جزيرة تتمتع بقوانين تأشيرة دخول أكثر تساهلاً من بقية الأراضي الإيرانية، وقيل إنه كان يحقق في ملف عن صناعة السجائر المزورة.
لكن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ذكرت في 2013 أن ليفنسون، الذي تقاعد من مكتب التحقيقات الفدرالي، كان يعمل لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية وتوجه إلى إيران في مهمة خاصة لجمع معلومات استخبارية عنها.
وأوضحت في ذلك الوقت أن وكالة الاستخبارات المركزية دفعت 2.5 مليون دولار لزوجة ليفنسون، كريستين، ما يعني قبول المسؤولية عن اختفائه.
بينما، ظهر في العام 2010، “ليفنسون” ملتحياً وشاحباً ببدلة برتقالية مشابهة لتلك التي يرتديها المحتجزون في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو في كوبا، فأثار تكهنات بأنه محتجز من قبل متطرفين في باكستان، ما لبث أن قلل المسؤولون الأمريكيون منها.
وأوضح مسؤول رفيع في الادارة الأمريكة، أن التورط في اختفاء “ليفنسون” كان “معروفاً على مستويات عالية جداً في الحكومة الإيرانية”، لكنه امتنع عن تقديم أي دليل أو تفاصيل عن طريقة وفاته المرجّحة.