بدأت الحكومة البريطانية بالتحقيق حول آلية تسريب مذكرات دبلوسية صادرة عن السفير البريطاني في واشنطن كيم داروش، قال فيها بأن إدارة ترامب “قد تتحظم وتحترق” حيث نشرت صحيفة ذا ميل أون صنداي، ماقالت أنها تسريبات لمذكرات السفير البريطاني كيم دارويش في واشنطن، أرسلها للحكومة البريطانية في لندن يروي فيها أراءه ومشاهداته عن الوضع السياسي داخل الإدارة الأمريكية بواشنطن. ويعتبر داروش دبلوماسي محنّك يشغل منصب سفير المملكة المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعود المذكرات الدبلوماسية المسربة إلى عام 2017 وحتى 22 حزيران الماضي. وعبّرت الخارجية البريطانية عن رأيها بالتسريبات بأنه “تصرف مضر ” لكنها لم تنف صحتها، وقال متحدث رسمي باسم الخارجية البريطانية أمس الأحد :”سنفتح تحقيق رسمي بشأن التسريبات”. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت: ” من المهمّ جدّاً أن نقول إنّ السّفير كان يؤدّي وظيفته أيْ تقديم تقارير صريحة وآراء شخصيّة حول ما يَحدث في البلد الذي يعمل فيه” لكنه أكدّ أن أراء السفير لاتعبر عن الرأي الرسمي للحكومة البريطانية أو وزير الخارجية. وأكد هانت “ما زلنا نعتقد أنّه في ظلّ الرئيس ترامب، فإنّ الإدارة الأميركيّة هي في الوقت نفسه فعّالةً للغاية وأفضل صديق للمملكة المتّحدة على الساحة الدوليّة” وقال وزير العدل البريطاني ديفيد غوك: “من المهم أن يقدم السفراء نصائح أمينة وصريحة لبلادهم، ويجب أن نتوقع من سفرائنا قول الحقيقة كما يرونها” وصرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني توم توغندهات: “أياً كان المسؤول عن التسريب يجب التحقيق معه” لكن زعيم حزب “البريكست” البريطاني “نايكل فاراج” انتقد السير كيم وطالبه بالاستقالة من منصبه “الأفضل هو مغادرته لمنصبه بأسرع وقت ممكن” وفي الوقت الذي لم يعلق البيت الأبيض على المذكرات الدبلوماسية المسربة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يخدم دارويش المملكة المتحدة على نحو جيد. جاء في التسريبات وتوقع السير كيم في مذكراته المسربة، أن تطفو الخلافات الأميركية البريطانية على السطح في قضايا عدّة مثل التغيّر المناخي، وحرية الإعلام، وعقوبة الإعدام، بالتزامن من التقارب التجاري بين الطرفين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي. كما توقع السير من أن نهاية فترة ترامب الرئاسية ستكون غير جيدة “إن رئاسة ترامب قد تتحطم وتحترق وتنتهي بوصمة عار” وقال أن البيت الأبيض يعاني من “خلل جسيم” وانقسام تحت قيادة ترمب واصفاً ترامب بأنه “غير مستقر وغير كفء” وقال السفير البريطاني داروش في التسريبات المنسوبة له: “لا نعتقد حقا أن تلك الإدارة ستصبح بشكل فعلي أكثر طبيعية وأقل اختلالا في الأداء، وأقل تقلبا وتقديما لسلوك لا يمكن توقعه، وأقل انقساما بين الفصائل المتنافسة،وأقل حمقا في الناحية الدبلوماسية” ووصف السفير ترامب بأنه كان منبهراً خلال زيارته لبريطانية لكنه على تعبير السفير داروش “ترسيخا لمبدأ 'الولايات المتحدة أولا” ورجح داروش بأن ترامب لم يمسك يوماً بزمام الأمور كاملة في الولايات المتحدة. وأوضح بأن إلغاء ترامب للضربة الجوية لإيران قبل موعد التنفيذ بـ 10 دقائق بدعوى أن الضربة قد تقتل 150 مدني، تبرير غير مقنع. وبيّن بأنه “من غير المرجح أن تصبح السياسة الأمريكية في التعامل مع إيران أكثر اتساقا في أي وقت قريب”، لأن “هذه الإدارة منقسمة على نفسها” ووصف السير كيم التقارير الإعلامية التي تتحدث عن “اقتتال داخلي ضار وفوضى” داخل البيت الأبيض بأنها “صحيحة في الغالب”. وبعد هذا الكم من التسريبات الدبلوماسية التي اطلعت الصحافة عليها، صرحت السفارة البريطانية في الولايات المتحدة الأمريكية بأن لديها علاقات قوية مع واشنطن سوف تستمر مع البيت الأبيض رغم “السلوك المضر” في مثل هذه التسريبات.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي