مرصد مينا
قالت وزارة الخارجية التركية إن “أنقرة قدمت الدعم الكامل للمعارضة السورية ولهيئة التفاوض لكن المسار السياسي لا يشهد تقدما حاليا بسبب مماطلة النظام”.
المتحدث باسم الوزارة تانجو بيلغيتش أوضح في بيان أن “أنقرة ستواصل جهودها الحثيثة من أجل إيجاد حل دائم للنزاع في سوريا بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري”، مشيرا إلى أن “تركيا ومنذ بداية النزاع بسوريا هي أكثر دولة بذلت جهودا لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
وذكر أن “تركيا لعبت دورا رياديا في الحفاظ على وقف إطلاق النار في الميدان، وتأسيس “اللجنة الدستورية” عبر مساري أستانة وجنيف”، لافتا إلى تقديم أنقرة الدعم الكامل للمعارضة السورية ولهيئة التفاوض.
بيلغيتش أردف بأن “المسار السياسي لا يشهد تقدما حاليا بسبب مماطلة النظام”، مشددا أن هذا هو ما أشار إليه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في تصريحاته يوم أمس الخميس.
وقال إن “تركيا التي توفر الحماية المؤقتة لملايين السوريين، وتواصل اسهامها الفاعل في تهيئة الأجواء المناسبة من أجل العودة الطوعية والآمنة للاجئين، وفي الجهود الرامية لإيجاد حل للنزاع وفق خارطة الطريق المحددة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254″، مضيفا أن “تركيا ستواصل تقديم مساهمة قوية في الجهود الرامية لإيجاد حل دائم للنزاع في سوريا بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري، عبر التعاون مع كافة الشركاء في المجتمع الدولي”، مؤكدا “أننا تضامننا مع الشعب السوري سيتواصل”.
يشار أن بيان الخارجية التركية جاء بعد أقل من 24 ساعة من تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير الخارجية التركي وكشف من خلالها عن إجراء محادثة “قصيرة” مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد.على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد.
أوغلو أوضح: “في هذا اللقاء أكدت أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الحل السياسي والقضاء على الإرهابيين دون أي تمييز بينهم وتحقيق اتفاق بين النظام والمعارضة، وتركيا تدعم هذه الخطوات”، مضيفا: “علينا تحقيق اتفاق بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم”.
وأضاف بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية: “يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”.
وحول احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، أوضح دأوغلو: “هدفنا من العمليات العسكرية داخل سوريا هو مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أراضينا وتسعى لتحقيق أجنداتها الانفصالية داخل هذا البلد”.
وأشار إلى أن أنقرة تواصل كفاحها ضد الإرهاب داخل الأراضي السورية من جهة، وتعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة عبر جهودها الدبلوماسية في مسار أستانة من جهة أخرى، مضيفا: “لقد مرت 11 عاما على الحرب الداخلية في سوريا ومات وهُجّر الكثيرون، يجب أن يعود هؤلاء الذين اضطروا لترك ديارهم إلى وطنهم بمن فيهم المقيمون في تركيا، ومن أجل ذلك نسعى لتحقيق سلام دائم في سوريا”.
وتطرق الوزير التركي إلى إعادة إعمار سوريا قائلا: “يجب الإقدام على خطوات ملموسة في هذا الخصوص، لكن لا أحد بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية تريد تقديم مساعدات قبل تحقيق وقف حقيقي لإطلاق النار وإحلال سلام دائم في سوريا”.
وردا على سؤال عما إذا كان هناك تواصل بين تركيا والنظام السوري على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، أكد تشاووش أوغلو أن التواصل بين الجانبين يقتصر حاليا على أجهزة الاستخبارات.
وأضاف: “الرئيس أردوغان أجاب عن هذا السؤال أثناء عودته من مدينة سوتشي الروسية، الجانب الروسي أبدى رغبته منذ فترة طويلة في عقد لقاءات بين الجانبين التركي والسوري، والرئيس بوتين سعى للقاء بين أردوغان و(بشار) الأسد، لكن الرئيس أردوغان قال له إن اللقاءات الجارية بين أجهزة الاستخبارات ستكون مفيدة”، لافتا إلى أن “أجهزة الاستخبارات كانت تتواصل فيما بينها، والآن عاد هذا التواصل مجددا بعد فترة من الانقطاع، وخلال هذه اللقاءات يتم تناول مواضيع مهمة”.
الوزير التركي قال أيضا إن بلاده لا تطمع في اقتطاع أجزاء من سوريا، وتدعم وحدة أراضي هذا البلد أكثر من كافة الدول الأخرى، مشيرا أن أنقرة تدعم دائما أي كفاح ضد التنظيمات الانفصالية”.
واستطرد: “الهدف الوحيد لتنظيم واي بي جي/ بي كي كي” الإرهابي هو تقسيم سوريا، وقد قلت ذلك لوزير خارجية سوريا عند حديثنا القصير في بلغراد”.