مرصد مينا – السودان
وافق وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” على خطة لوقف المساعدات التي تقدمها بلاده إلى إثيوبيا، في الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس “دونالد ترامب” التوسط لحل النزاع بين “مصر والسودان” واثيوبيا بشأن سد النهضة.
وفقا لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية، يتعلق القرار الذي تم اتخاذه هذا الأسبوع بـ130 مليون دولار من المساعدات الخارجية الأميركية لإثيوبيا، بينما كشف مسؤولون أن تفاصيل خفض المساعدات لم يتم تحديدها بعد.
ونقلت المجلة عن مسؤولين أميركيين وأعضاء في الكونغرس: إن “الدعم الأميركي الذي سيتوقف سيشمل مساعدات أمنية ومعونات لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر وتطوير التعليم والتدريب العسكري، ولن تشمل أعمال الإغاثة الإنسانية والمساعدات الغذائية والصحية”.
الخطوة الأميركية تهدف إلى الضغط على أديس أبابا، لمعالجة الأزمة مع مصر والسودان بخصوص سد النهضة، علما أن الولايات المتحدة دخلت قبل أشهر على خط الوساطة بين الدول الثلاث.
وأثار بعض المسؤولين الأميركيين شكوكًا حول ما إذا كانت تخفيضات التمويل الأميركية لإثيوبيا يمكن أن تغير الموقف التفاوضي للبلاد، بالنظر إلى الأهمية السياسية والثقافية للسد.
وكانت إدارة “ترامب” في البداية تنظر في حجب المساعدات الأجنبية عن إثيوبيا بسبب مناقشات السد في يوليو الماضي، وفي السنة المالية 2019، قدمت الولايات المتحدة ما مجموعه 824.3 مليون دولار من المساعدات لإثيوبيا، منها 497.3 مليون دولار كمساعدات إنسانية، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية.
يذكر أن “مصر والسودان” طالبتا “إثيوبيا” بعدم البدء في ملء السد حتى يتم التوصل إلى اتفاق ملزم قانونًا يتناول كيفية إدارة تدفقات المياه أثناء فترات الجفاف أو مواسم الأمطار الجافة، لكن في يوليو، بعد موسم أمطار غير معتاد، أعلنت إثيوبيا أنها أنهت المرحلة الأولى لملء السد الذي تبلغ مساحته 74 مليار متر مكعب، مما أثار رد فعل عنيف من القاهرة والخرطوم.
وقال مسؤول أميركي لـ”فورين بوليسي” بخصوص المفاوضات: “لا يزال هناك تقدم، وما زلنا نرى طريقا قابلا للتطبيق للمضي قدما”.
لكن من المرجح أن يواجه قرار خفض المساعدات لإثيوبيا معارضة حادة في الكونغرس الأميركي، وفقا لمصادر قالت للمجلة إن مسؤولي وزارة الخارجية أطلعوا موظفي الكونغرس على القرار يوم الخميس، وأصروا خلال الإحاطة على أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإثيوبيا ستبقى قوية رغم تقليص المساعدات.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صدر بعد زيارة “بومبيو” للعاصمة السودانية: “اتفق الوزير (بومبيو) ورئيس الوزراء (حمدوك) على أن تحقيق اتفاق مفيد بين السودان وإثيوبيا ومصر بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي أمر حاسم للاستقرار الإقليمي”.
يذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” زار الخرطوم الثلاثاء لمناقشة قضية السد مع الجانب السوداني، وكان “بومبيو” في المدينة ذاتها وفي اليوم نفسه للقاء رئيس الوزراء السوداني “عبد الله حمدوك”، لكن لم يلتقي مع بعضهما.