
مرصد مينا
أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، مساء السبت، أن فرق الإطفاء تمكنت من وقف امتداد حرائق الغابات المستعرة منذ عشرة أيام في ريف محافظة اللاذقية، على كافة المحاور، في خطوة وصفت بأنها حاسمة نحو السيطرة الكاملة على النيران.
وقال الصالح، عبر منصة “إكس”، إن “المشهد يتغير، والدخان بدأ ينقشع، وتتابع الفرق بشكل مكثف أعمال إخماد ما بقي من البؤر المشتعلة وتبريد ما تم إخماده”، مؤكداً أن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار رغم التهديدات المستمرة الناتجة عن الرياح النشطة.
ووجّه الوزير شكره للدعم الشعبي الواسع، وللمساندة الفعالة من فرق الإطفاء القادمة من تركيا والأردن ولبنان والعراق وقطر، التي ساهمت في الجهود المبذولة إلى جانب فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء المحلية.
عمليات إطفاء وتبريد ورصد
واليوم الأحد، أعلن الدفاع المدني السوري، في بيان نُشر على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، أن جهود الإخماد نجحت يوم السبت في وقف امتداد الحرائق والسيطرة على بؤر النيران في مختلف محاور ريف اللاذقية.
وقال إن الفرق تواصل حالياً تنفيذ عمليات التبريد الشامل، إلى جانب أعمال الرصد والمراقبة لاحتمال تجدد الحرائق.
وأضاف البيان أن الآليات الهندسية الثقيلة تواصل عملها في فتح الطرقات وخطوط النار داخل الغابات، وتقسيمها إلى قطاعات وتوسيع المسافات الفاصلة بينها، وذلك بهدف الحد من فرص انتشار النيران في حال اشتعالها مجدداً، وتسهيل تحرك فرق الإطفاء في المناطق المتضررة.
مرحلة “مبشّرة”
وفي تصريحات نقلتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، قال الوزير الصالح إن الجهود المبذولة على مدى الأيام الماضية بدأت تؤتي ثمارها، معتبراً أن “الوضع اليوم هو الأفضل منذ اندلاع الحرائق”، رغم بقاء بعض التهديدات الميدانية، لا سيما الرياح والانفجارات الناجمة عن ألغام ومخلفات حربية داخل الغابات.
وأوضح أن المرحلة الحالية تشمل استمرار فرق الإطفاء في محاصرة بؤر النيران، وتثبيت خطوط نار فعالة حالت دون امتداد اللهب إلى غابات الفرلق وكسب، التي اقتربت منها ألسنة النيران خلال اليومين الماضيين.
كارثة بيئية
وقد التهمت الحرائق المستمرة في ريف اللاذقية حتى الآن أكثر من 15 ألف هكتار من المساحات الحراجية، ما دفع الأمم المتحدة إلى تخصيص مبلغ 625 ألف دولار أميركي من الصندوق الإنساني لسوريا للاستجابة لحالات الطوارئ.
وتأتي هذه الحرائق في وقت تواجه فيه البلاد أزمة مناخية حادة، ونقصاً في الإمكانيات اللوجستية والتقنية، ما يضع أعباءً إضافية على كاهل فرق الإطفاء العاملة في ظل ظروف شديدة الخطورة، كان أبرزها وجود الألغام والمخلفات الحربية التي انفجرت أكثر من مرة أثناء عمليات الإخماد.