مرصد مينا
في تصريح لافت، وفيما يبدو أنها نبرة جديدة من إيران تجاه إسرائيل، حذر علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، من أي رد فعل “غير مدروس” على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران الشهر الماضي
التصريح جاء بعد ساعات قليلة من إعلان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، في وقت حساس للغاية بالنسبة لإيران.
وقال لاريجاني في تصريح للتلفزيون الإيراني الرسمي مساء الأول الخميس إن “إسرائيل تسعى إلى نقل النزاع إلى إيران. من الضروري أن نتصرف بحكمة لتجنب الوقوع في هذا الفخ، وعدم الرد بشكل متسرع”.
أضاف أن “الردود على التحركات الإسرائيلية يجب أن تكون محسوبة استراتيجياً، وأي رد عاطفي قد يقود إلى عواقب غير محمودة”.
مواقف لاريجاني جاءت بعد تصريحات مماثلة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي أشار إلى أن أي وقف محتمل لإطلاق النار بين حلفاء إيران وإسرائيل قد يؤثر على شكل الرد الإيراني.
هذه التصريحات فُسّرت من قبل المراقبين على أنها محاولة لتخفيف حدة التوتر مع إسرائيل، في أعقاب فوز ترامب الذي أثار قلق طهران.
حسن راضي، مدير المركز الأحوازي للدراسات السياسية، أشار إلى أن فوز ترامب في الانتخابات أحدث “زلزالاً” في الأوساط السياسية والعسكرية الإيرانية، التي كانت تخشى قدومه منذ أشهر.
ومع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، في وقت حساس لإيران وحلفائها في المنطقة، يبدو أن طهران تراقب تطورات الموقف بحذر.
إسرائيل كانت قد شنت غارات على مواقع إيرانية في 26 أكتوبر الماضي، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف أراضيها في بداية نفس الشهر.
هذا التصعيد جاء بعد عملية إسرائيلية أسفرت عن مقتل عدد من قادة حزب الله وحركة حماس، ما دفع إيران لإطلاق 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من الشهر ذاته.
على الرغم من التحذيرات الإيرانية من الرد المتسرع، كان العديد من المحللين يرون أن إيران قد تكتفي برد محدود للحفاظ على ماء الوجه، خصوصًا في ظل التوترات السياسية المتزايدة.
يُذكر أن علاقة إيران بترامب شهدت تصعيداً كبيراً خلال فترة رئاسته الأولى (2017-2021). حيث انسحب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، وفرض عقوبات قاسية على إيران، إضافة إلى قتل قاسم سليماني في 2020.
وتعتبر طهران أن عودة ترامب قد تعني المزيد من الضغط على اقتصادها، فضلاً عن دعم محتمل من الولايات المتحدة لإسرائيل في حال توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
من جهته، يرى بعض المحللين أن ترامب قد يكون أكثر حذراً هذه المرة، خاصة في ظل الظروف العالمية والضغوط السياسية، وقد يتجنب التصعيد العسكري في المنطقة.