مرصد مينا
انتخب مجلس النواب العراقي، في جلسة عقدها اليوم الخميس، عبد اللطيف رشيد رئيساً للجمهورية وذلك بعد مخاض عسير طال أكثر من عام كامل على الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
وأخفق المجلس في الجولة الأولى من الجلسة من انتخاب أحد المرشحين مع اشتداد التنافس بين مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني، الرئيس الحالي برهم صالح، وعبد اللطيف رشيد رغم تفوق الأخير بعدد الأصوات، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق أغلبية 220 صوتاً أي ثلثي الحضور من النواب، وهو ما يتطلبه القانون.
وحصل رشيد على الأغلبية 162 صوتاً، بينما حصل منافسه برهم صالح على 99 صوتاً، وسجلت 8 اوراق باطلة.
يذكر أن العراق قد اجرى في العاشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي انتخابات تشريعية مبكرة للخروج من أزمة سياسية عصفت بالبلاد بعد تظاهرات كبيرة شهدتها مناطق الوسط والجنوب في العام 2019 احتجاجاً على استشراء البطالة في المجتمع، وتفشي الفساد المالي والإداري في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وتردي الواقع الخدمي والمعيشي مما دفع رئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي إلى الاستقالة بضغط شعبي.
المنتخب عبد اللطيف رشيد كلف مرشح الكتلة الاكبر في مجلس النواب العراقي محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة، وفي وقت سابق من يوم الخميس، أفادت تقارير إعلامية بأن الإطار التنسيقي أبلغ رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتشكيل الكتلة النيابية الأكبر، موضحا أن رشح محمد السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة.
يشار أن الدستور العراقي ان على رئيس مجلس الوزراء المكلف عرض كابينته الحكومية خلال مدة اقصاها 30 يوما أمام مجلس النواب العراقي لتنال ثقة البرلمان.
وفي حال فشله في تشكيل الحكومة خلال هذه المدة يتم سحب التكليف منه وإسناده إلى مكلّف جديد. والسوداني هو عضو في مجلس النواب العراقي عن الإطار التنسيقي الذي يضم القوى الشيعية عدا التيار الصدري.
وكان الإطار التنسيقي قد اختاره كمرشح له بعد انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان وتقديم استقالاتهم.
وأشعل اختيار الإطار للسوداني احتجاجات عارمة للتيار الصدري، انتهت بمواجهة مسلحة داخل المنطقة الخضراء يومي 28 و29 أيلول الماضي، قبل أن يخرج زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي يعلن فيه انتهاء المواجهات ويأمر اتباعه بالانسحاب من الشوارع وإنهاء الاحتجاج.
يذكر أن محمد شياع السوداني، سياسي عراقي فاز بعضوية مجلس النواب لثلاث دورات انتخابية متتالية عن بغداد ضمن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي.
وحصل السوداني على شهادة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة بغداد، وبدأ حياته السياسية بعد عام 2003 بالانضمام لحزب الدعوة/ تنظيم العراق وتدرج في المواقع القيادية من قائم مقام الى محافظ ومن ثم وزيرا خلال حكومتين من عام 2010 لغاية 2018.
وبعد انطلاق تظاهرات تشرين في العام 2019 أعلن استقالته من حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون وقام بتأسيس ( تيار الفراتين) ونال في أول مشاركة انتخابية ثلاثة مقاعد في مجلس النواب الحالي انضوى من خلالها مع الإطار التنسيقي كقوة سياسية شيعية.