
مرصد مينا
في واقعة أثارت مشاعر الجزائريين، اكتشف نادي الاستغوار والنشاطات الجبلية بولاية قسنطينة، شرق الجزائر، رفات مقاتل في الثورة التحريرية الجزائرية (1954-1962)، بعد أكثر من 65 عاماً على استشهاده.
رفات في مغارة نائية
تم العثور على الرفات داخل مغارة “كاف بوعشرة” الواقعة في جبل لعواقبة ببلدية سيقارة، في ولاية ميلة. ويبلغ طول المغارة أكثر من 200 متر، فيما لا يتجاوز عرضها 25 سنتيمتراً.
وشاركت في عملية استخراج الرفات فرق من الدرك الوطني، والحماية المدنية، وممثلون عن البلدية ومديرية المجاهدين، حيث استغرقت العملية 24 ساعة.
مذكرات وأدوات شخصية
بجوار الرفات، عُثر على مقتنيات تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي، منها سلاح مجهول النوعية، حزام ذخيرة، سكين، قطع نقدية بالفرنك الجزائري، أدوات حلاقة، مفتاح، وما يبدو أنه مذكرات شخصية.
وتضمنت هذه المذكرات أبياتاً شعرية وطنية، وسجلاً يومياً لحياة المقاتل داخل المغارة خلال أيامه الأخيرة عام 1959، إلى جانب تفاصيل الهجوم الفرنسي الذي أدى إلى حصاره داخلها.
ذكريات الاستعمار تعود للواجهة
أثارت هذه القصة مشاعر الجزائريين، إذ أعادت إلى الأذهان فصولاً من معاناة الثوار خلال الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، حيث كان الثوار يختبئون في المغارات قبل أن يعاودوا القتال ضد الاحتلال الفرنسي.
وليست هذه المرة الأولى التي يُعثر فيها على رفات مقاتلي الثورة داخل المغارات، ففي عام 2019، اكتُشفت رفات نحو 20 شخصاً في مغارة بجبل “قارة السنون” في ولاية تبسة، حيث تم إعدامهم ودفنهم خلال الثورة التحريرية عام 1957.
ودام الاستعمار الفرنسي للجزائر بين 1830 و1962، حيث تقول السلطات الجزائرية ومؤرخون، إن هذه الفترة شهدت جرائم قتل بحق قرابة 5 ملايين شخص، إلى جانب نهب الثروات وحملات تهجير لملايين الجزائريين.