مرصد مينا – إيران
كشفت تقارير فرنسية، عن تفاصيل وفرضيات صادمة في قضية استدراج الصحافي الإيراني، “روح الله زم”، من منفاه في فرنسا إلى إيران ومن ثم إعدامه في وقت لاحق بعد إدانته بـ 17 تهمة بينها التجسس.
وأشارت التقارير إلى أن أول صدمة في قضية “زم” هي وجود فرضيات بأن مسؤولين في الأمن الفرنسي، كانوا على علم بما يتم ترتيبه للصحافي من قبل السلطات الإيرانية، وأنه سيتعرض لفخ استخباراتي للنيل منه، لافتةً إلى أن الفرضية تتحدث عن صمت الأمن الفرنسي عن الفخ مقابل الإفراج عن أستاذ باريسي محتجز مع شريكه في طهران.
يذكر أن “زم” كان قد لجأ قبل سنوات إلى فرنسا، برفقة زوجته وابنتيه، وخلال المظاهرات الإيرانية عام 2019، قام عبر قناته على موقع تيلغرام، بنشر عشرات المقاطع المصورة للمظاهرات والاحتجاجات.
أما عن الصدمة الثانية، فكانت عن دور لإحدى زميلاته والعاملات معه في قناته، في عملية استدراجه إلى العراق، ومن ثم اعتقاله ونقله إلى إيران، حيث نقلت التقارير عن أصدقاء مقربين من “زم” أن صحافية إيرانية مقيمة في فرنسا، تدعى “شيرين نجفي” أقنعته بالسفر إلى العراق، بعد تأكيدها له بأنه سيتمكن من لقاء المرجع الشيعي العراقي، “علي سيستاني”، وأنها رتبت له لقاءات مع رجال أعمال عراقيين لديهم رغبة بتمويل مشروعه الإعلامي.
في السياق ذاته، أضاف “فافا نيكفر” وهو صديق “زم” في تصريحات للصحافة الفرنسية: “نعتقد أن نجفي هي التي أغرت روح الله زم وأوقعته في هذا الفخ”، مشيراً إلى إمكانية أن يكون الأمن الإيراني قد اختطف ابنة “نجيفي”، التي لا تزال في إيران، لإجبارها على التآمر معه والإيقاع “بزم”.
يذكر أن “نجيفي” كانت قد غاردت إيران قبل سنوات إلى فرنسا، واستقرت هناك بعد أن أكدت انها معارضة للنظام وأنها فرت من البلاد بسبب الملاحقة الأمنية وأنشطتها المناهضة للمرشد وقراراته.
وبحسب الرواية المتداولة، فإن “نجفي” سافرت إلى العراق قبل “زم” بعدة أيام، وراسلته من هناك، مؤكدةً أنها التقت برجال أعمال عراقيين وهم بانتظار الاجتماع معه لدعمه مالياً، كما أنها أرسلت إليه حوالة بنكية بـ 5 آلاف يورو، وقامت بتصوير نفسها مستلقية على السرير وتحيط بها أوراق نقدية من فئة 500 يورو.
كما أشارت الرواية إلى أن “نجفي” أكدت “لزم” أن المرجع الشيعي، “سيستاني” بانتظاره لإجراء لقاء معه في العراق، لافتةً إلى أنه يجب عليه القدوم إلى العراق بسرعة.
يشار إلى أن مكتب المرجع “علي سيستاني” قد نفى في وقتٍ سابق أي علاقة له بقضية الصحافي “زم”، أو وجود أي ارتباطات بين مكتب المرجع والصحافي.
رداً على تلك الروايات، أكدت “نجفي” في تصريحات للصحافة الفرنسية، أنها فعلاً التقت “بزم” في مطار بغداد، وأنها في ذلك الوقت كانت برفقة صديقة لها، وأنهم جميعاً توجهوا إلى مدينة النجف العراقية، مشيرةً إلى أنها تركته بعدها هناك وعادت إلى فرنسا.
من جهته، شكك محامي الصحافي برواية “نجفي”، مؤكداً ان عملية اختطافه من قبل عملاء إيرانيين تمت بمجرد هبوطه في مطار بغداد، وأنهم أخبروه بأنهم سيأخذونه لرؤية السيستاني، حيث قادوا السيارة لساعات، وقاموا بتغييرها عدة مرات.
كما أوضح المحامي أن “زم” كان وقتها معصوب العينين، وقالوا له إن كل الإجراءات كانت من أجل أمنه وحمايته، وعندما وصل إلى الحدود علم أنه أصبح في إيران.
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت الأسبوع الماضي إعدام الصحافي وسط تنديد دولي كبير، وتحذيرات من اشتداد وتيرة الإعدامات في إيران، في ظل وجود أكثر من 7 آلاف معتقل موقوف داخل السجون الإيرانية، على خلفية مظاهرات 2019.