مرصد مينا – العراق
مازالت مكاتب قناة “ام بي سي العراق” في العاصمة العراقية بغداد مغلقة، بعد أن اقتحم عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي مقر القناة إثر تقرير تاريخي اتهم أحد رموز الحشد بالمشاركة في تفجير السفارة العراقية في بيروت راح ضحيته العشرات من بينهم “بلقيس الراوي” زوجة الشاعر السوري، نزار قباني.
وأكد مدير المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي، أن اقتحام مقر قناة mbc العراق الكائن في منطقة الوزيرية، في بغداد، من قبل مجموعات منفعلة، وغاضبة بسبب أحد البرامج التي بثتها “إم بي سي”، قبل أيام.
وبث ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات مصورة، للحظة اقتحام مقر القناة من قبل عناصر بزي مدني، وآخرون يرتدون ملابس تحمل شعار واسم الحشد الشعبي، يرددون عبارة “كلا كلا آل سعود”.
العشرات من المشاركين في الاقتحام، من سور المقر الخارجي إلى الداخل، حيث رفعوا صورة كبيرة لنائب رئيس هيئة الحشد، أبو مهدي المهندس، الذي قتل مع قائد فيلق قدس الإيراني قاسم سليماني، في غارة أمريكية، بالقرب من مطار بغداد الدولي، في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.
الشاعرة السورية “رنا قباني” وصفت العملية الأمريكية التي أدت مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بأنها ثائر لزوجة الشاعر السوري الراحل “نزار قباني”.
وفي تغريدة لها على تويتر أوضحت رنا ابنة صباح قباني شقيق الشاعر السوري “نزار قباني” أن عملية الثأر لـ”بلقيس الراوي” زوجة عمها نزار قباني، تمت، مشيرة أن المسؤول عن اغتيال بلقيس هو “أبو مهدي المهندس”، حيث ساعده في عملية الاغتيال عناصر يتبعون لنظام حافظ الأسد في بيروت عام 1981. حيث كتبت في ختام التغريدة “جاييك الدور يادكتور”.
وفي تغريدة أخرى قالت قباني، إن “المهندس” هو المسؤول عن اغتيال زوجة عمها واصفة إياه بالمجرم الطائفي و المرتزق الخائن للعراق، مشيرة إلى أن جريمة المهندس في 1981 بحق بلقيس تركت طفلين مدمرين خلفها و زوجا شاعرا لم يشف قط من صدمة الجريمة بحق زوجته.
أيضا وصفت سليماني بالقاتل الجماعي، مشيرة لمسؤوليته عن جرائم الإرهاب والتجويع ومشاركته بذبح مليون سوري، مع مساهمته بجرائم التهجير و التشريد للملايين.
بلقيس الراوي هي الزوجة الثانية للشاعر السوري نزار قباني، ولدت في الرابع والعشرين من شهر آذار سنة 1939م في مدينة الأعظمية في العراق، ووالدها جميل الراوي مؤسس الحركة الكشفية في العراق.
بعد أن أنهت بلقيس دراستها الثانوية تم تعيينها بأمر من وزارة المعارف ككاتبة في إدارة المدارس الثانوية، وباشرت بلقيس عملها في مدرسة متوسطة الجمهورية للبنات، وهناك التقت مع نزار قباني لأول مرة ضمن فعالية لطلاب المدارس الثانوية، ووقع نزار في حبها وذهب ليطلب يدها. إلا ان والدها رفض.
ثم دعي نزار قباني في سنة 1969م إلى مهرجان المربد الشعري الذي أقيم في العراق، وألقى قصيدة حينها قال فيها:
مرحباً بك يا عراق
جئت أغنيك وبعض من الغناء
بكاء أكل الحزن من حشاشة
قلبي والبقايا تقاسمتها النساء
وحينها وافق والد بلقيس على زواجه منه حينها. وفي 15 ديسمبر/ كانون الثاني 1981 تعرضت السفارة العراقية في بيروت لهجوم بسيارة مفخخة، أسفر حينها التفجير عن مقتل أكثر من 60 شخصا من بينهم بلقيس الراوي.
مقتحمو مقر “ام بي سي” عبارات على واجهة المقر، منها: ثأر المهندس، والحشد باقي، كما دونوا عبارة “دم الشايب”، الشايب هو اللقب الخاص بقاسم سليماني بين قادة وعناصر الحشد الشعبي.
وتعرضت مقرات إعلامية عدة في العراق، منذ أواخر العام الماضي وحتى فبراير/شباط الماضي، إلى هجمات واقتحامات وإغلاق، لاسيما بعد مشاركتها في تغطية الثورة الشعبية في وسط وجنوب البلاد
يشار أن “أبو مهدي المهندس” أحد المطلوبين للسلطات القضائية الأميركية والكويتية اضافة الى الشرطة الدولية الإنتربول على خلفية اتهامه بتفجير سفارتي أميركا وفرنسا بالكويت في ثمانينيات القرن الماضي حيث واجه في حينها حكما غيابياً بالإعدام لكنه هرب من الكويت إلى إيران باستخدام جواز سفر باكستاني.