fbpx

بناء الكنائس يحدث جدلاً رسمياً في الصومال

أثار مشروع قانون صومالي جديد، جدلاً سياسياً واسعاً في مجلس النواب الصومالي إبان اجتماع عقده المجلس يوم الأربعاء في مقديشو، إذ ينص القانون الجديد على بناء كنائس، لكن الجدل تمحور حول مشروع القرار والحفاظ على الثقافة الصومالية خلال أوقات الصراعات.

ووفقا لما تناقلته وسائل إعلام محلية، فإن نواباً عارضوا القانون الذي يتيح بناء الكنائس في البلاد، وأشاروا إلى أن ذلك يتنافى مع الشريعة الإسلامية، ويثير مشاكل أمنية، ويعطي فرصة لمقاتلي حركة الشباب وتنظيم الدولة “داعش” لتنفيذ هجمات.

من جانب آخر، رحب بعض النواب بمشروع القانون، وطالبوا بالإسراع في المصادقة عليه، وجادلوا بأن الصومال كان يخضع سنوات طويلة للاستعمار الذي بنى كنائس في البلاد، وأضافوا أن ذلك لم يؤثر على الصوماليين.

ويبلغ عدد المسيحين في الصومال اليوم 1000 صومالي، من أن أصل 8 مليون صومالي مسلم، وتعود أصول معظم المسيحيين في الصومال إلى الأقليَّة العرقيَّة من البانتو، وتنتمي إلى الكنيسة الإنجيلية وكنيسة الناصري. إضافة إلى رعية واحدة كاثوليكية وهي أبرشية مقديشو.

وترتبط الكنائس لدى غالبية الصوماليين بحقبة الاستعمار، الذي اعتمد على التبشير، في توطيد حكمه للأرض، لكن آخرون ينظرون للقضية من زاوية التقارب مع أوروبا، ما يعني الحصول على مساعدات ودعم أكبر في حال تمرير مثل هذا المشروع.

ودخلت الكاثوليكية في الصومال الإيطالي-جيبوتي- في أواخر القرن التاسع عشر، وكان المذهب الكاثوليكي مقتصراً في البداية على عدد قليل من المهاجرين الإيطاليين في العاصمة الصومالية الحالية “مقديش”، ومناطق مزارع نهر شيبيل، وذلك بسبب بعض المبشرين من الآباء الثالوثيين.

كما حدث في عام 1895، أن أطلقت السلطات الاستعمارية الإيطالية صراح حوالي 54 عبداً من البانتو وتحولوا في وقت لاحق إلى الكاثوليكية، ولم يبدأ التحرر الضخم، وتحول العبيد في الصومال للكاثوليكية.

إلا بعد أن أبلغ الناشط المناهض للرق الكاهن “روبيتشي بريتشيتي” الجمهور الإيطالي عن تجارة الرقيق المحليَّة والموقف غير المبال للحكومة الاستعمارية الإيطالية تجاهها، في عام 1903 كان “الآباء الثالوثيين” أوائل المبشرين القادمين إلى ما أصبح اليوم “الصومال”.

وبدأوا في التدريس، وتقديم المساعدة الإجتماعية للفقراء والمرضى، وأقام الكاهن “جليب” مستعمرة “ليبر” عند مصب نهر جوبا، لرعاية ما بين 350 وحوالي 400 شخص.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى