بني غانتس.. وقد وصفوه بـ”الفاشي” و”زعيم الكوكلوكس كلان”

ها آرتس، وليست بالصحيفة  التي تنطق عن هوى، باشرت حملة قاسية على بني غانتس، وفريق نتنياهو، الحملة ربما ابتدأت بما يكتبه عودة بشارات وقد وصف بني غانتس بـ ” الفاشي” و “المشين” وبـ “زعيم الكوكلوكس كلان”.. أوصاف تسعى إلى تدمير الرجل، وقد حملتها حكاية “ها آرتس”  والكلام على لسان الكاتب:”في  أحد أيام الربيع الدافئ اللطيف، في أيام الإغلاق الأولى لكورونا. مثل كثيرين، لزمت البيت وقضيت وقتي أعمل في قطعة أرض صغيرة لنا (بضعة أمتار مربعة)، وتابعت بين حين وآخر أشخاص يتدفقون نحو القدس رغم رعب الوباء ووجود رجال الشرطة الذين حاولوا منعهم من الوصول إلى مبنى الكنيست”.

هؤلاء، ويصفه الكاتب بـ ” الأبطال” وصلوا من أجل الدفاع عن الديمقراطية من رئيس الكنيست في حينه، يولي أدلشتاين، الذي رفض تنفيذ قرار المحكمة بعقد جلسة للكنيست بكامل هيئتها من أجل تعيين رئيس جديد للكنيست، وهو المنصب المهم جداً في تلك الأيام المصيرية.

يتابع الكاتب “عند الظهيرة ذهبت بسرور للاستراحة. أصبحت الثورة في المراحل الأخيرة.. الشعب هب لهزيمة آلة نتنياهو التحريضية، ومن كثرة الارتياح غرقت في قيلولة جميلة. وعندما استيقظت سمعت نغمة تصم الآذان وهي تتصاعد من كل جهة”. ماذا؟ يتساء ال الكاتب ” نعم، نعم، ردوا علي، رئيس المعسكر بني غانتس انشق”.

ـ ماذا، الرئيس نفسه انشق؟

نعم. فقد اتفق مع نتنياهو على شغل منصب رئيس الكنيست. وذلك قبل حكومة التناوب بينهما. الوداع للثورة.

حزب “أزرق أبيض” الذي زاد عدد أعضائه للمرة الأولى منذ سنوات على عدد أعضاء الليكود، والذي شكل مع كتلة المناوئين لبيبي بديلاً حقيقياً، تحطم. الفرصة الذهبية التي تأتي مرة في كل جيل، تتبخر. نتنياهو، بدعم رئيس الثورة ضده، عاد إلى التألق بكل القوة”.

يقول الكاتب وهو يلوم نفسه:”منذ ذلك الحين وأنا أعيش مع مشاعر الذنب؛ لو أنني تنازلت عن القيلولة ربما لم يحدث كل ذلك” ولا نعلم لو لم يختر القيلولة ما الذي كان سيتغير..

بدلاً من أن يحكم على نفسه بالعزلة في مغارة بسبب الانشقاق المخجل وتدمير الفرصة الكبيرة، كل ذلك بسبب تصديقه الشخص الذي حذر الجميع من أنه غير مخلص، أصبح غانتس يريد أن يصبح رئيساً للحكومة بالطبول والأجراس.

يوضح لاحقًا، بالقول : صحيح، الخجل تبخر هنا. لماذا يستحق هذا الشخص أن يصبح رئيساً للحكومة، في الوقت الذي كان فيه مرؤوسوه غارقين في عدوان دموي غير مسبوق ضد الشعب الفلسطيني، وإذا كان هذا غير كاف فإنه يوفر أيضاً حماية للفاشيين في مناطق “ج”، وحتى كلمة إدانة واحدة من أجل البروتوكول، لا تخرج من فمه. إزاء صمته المشين لا بد أن نستنتج بأنه يلعب دور زعيم الكوكلوكس كلان – فرع المناطق المحتلة.

في هذه الأثناء، يلعب غانتس لعبة مزدوجة ولكنها مكشوفة. في الصباح يزور أبو مازن، وفي المساء يزور جنوده غرف الأطفال الفلسطينيين في المناطق المحتلة. في الصباح يعد بزيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين، وفي الليل يرسل المئات إلى سجون الاحتلال.

هذا السلوك يجعل المواطنين الديمقراطيين، عرباً ويهوداً، يتساءلون: لماذا نحافظ على مثل هذه الحكومة، التي هي أسوأ من حكومة نتنياهو؟ غانتس عميل لبيبي، وسيقفز في أول فرصة إلى حضنه مرة أخرى. وأقواله بأنه لن يجلس مع نتنياهو في حكومة واحدة، وفي المقابل لن يجلس في حكومة تدعمها حداش – تاعل، هي أقوال مثل مزيج السم والعسل. حنث بوعده الأول في لحظة مخجلة، وسيكرر ذلك. ووفى بوعده الثاني إزاء تهديد عضو الكنيست يوعز هندل وعضو الكنيست تسفي هاوزر.

يرفع الكاتب صوته في نهاية مقالته ليقول :”من المحظور وضع أي مفتاح لأي عملية سياسية في يد هذا الرجل. صحيح أنه يبدو مختلفاً عن نتنياهو، وصحيح أنه لا يتحلى بقدرة تحريض نتنياهو، وصحيح أيضاً أنه يبث اللطف مع كثير من الابتسامات، لكنه في لحظة الحقيقة مستعد للتضحية بكل شيء وبلا تردد من أجل الحفاظ على مكانته. بدون تردد، هو يوازي بين أيمن عودة وبن غفير؛ بين رجل السلام والمساواة، والفاشي الذي سيتولى معالجة أمره فيما بعد كما بدأ في هذه اللحظة في إزعاج نتنياهو. علاوة على ذلك، هذا الشخص الذي يتفاخر بقتل 1364 غزياً يجب أن يذهب للعلاج النفسي، وهو غير مؤهل لأي منصب عام”.

Exit mobile version