نقلت صحيفة ” الشروق” الجزائرية بأن شابا في ولاية بجاية وأمام المقر الشعبي، قام بإضرام النار في نفسه يوم الأربعاء الماضي شرقي البلاد، وكان قد لقي حتفه مساء الجمعة.
ونقلا عن مصدر طبي من داخل مستشفى ” خليل عمران”، في تصريح لصحيفة ” الشروق الجزائرية” أفاد فيه ” أن شابا توفي متأثرا بحروق من الدرجة الثانية كان تعرض لها”.
حيث أن الضحية ” د.ك” وهو شاب في الأربعينيات من العمر، يسكن في حي احدادان بعاصمة ولاية بجاية، وكان في يوم الحادث قد جاء إلى مقر الولاية، والتي يتواجد فيها مقر المجلس الشعبي الولائي، وله معاملة رسمية في مقر الولاية، يصارع لتوقيعها منذ زمن، فما كان من الشاب وبعد فقدانه الأمل بتسيير أمور معاملته، إلا أن قام بسكب مادة البنزين سريعة الاشتعال على جسده، وأحرق نفسه.
كما جاء في ” الشروق” أيضا، أن تدخل الأمن السريع والفوري أدى إلى السيطرة على النيران وإطفاء جسد الضحية، ونقله على الفور إلى المستشفى الجامعي ” خليل عمران”، حيث مكث تحت الرعاية الطبية في غرفة العناية المشددة إلى أن وافته المنية.
في حين يتواصل الحراك الشعبي للأسبوع الحادي والعشرين الذي بدأ يوم 22 فبراير/شباط الماضي، خرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة الجزائرية وفي ولايات وهران وتلمسان ومستغانم وتيارت وبومرداس ومعسكر وتيبازة وعين تيموشنت وقسنطينة والبليدة وجيجل وتيزي وزو والبويرة.
الجدير بالذكر أن العمل الذي قام به الضحية، إنما هو رد فعل على المماطلة والوعود الكاذبة التي تلقاها من المسؤولين المحليين، وذلك في طلب رخصة لفتح محل تجاري يعيل به نفسه وعائلته، لا سيما بعد أن فقد عمله وأصبح عاطلا عن العمل.
وللتذكير فإن أول من ابتدع طريقة الاحتجاج بحرق النفس هو شاب تونسي يدعى ” البوعزيزي”، حين قام أمام مقر ولاية سيدي بوزيد في تونس، بإشعال النار في جسده، احتجاجا منه أيضا على السلطات التونسية، لمصادرتها عربة لبيع الخضار والفواكه كان يعمل بها، وتكررت طريق إضرام النار في الجسد أكثر من مرة، إلى أن وصلت إلى ولاية بجاية في الجزائر.
بوعزيزي تونس
ولد محمد البوعزيزي -بحسب وكالات انباء- واسمه الكامل طارق الطيب محمد البوعزيزي- في 29 مارس/آذار 1984 بسيدي بوزيد، من أسرة تعاني من ضيق ذات اليد، وتتكون من تسعة أفراد، أحدهم معاق، وعمل والده بليبيا قبل أن يتوفى وطارق ما زال في الثالثة من عمره.
بعد ذلك، فشلت محاولات من كانوا قريبين منه لإطفاء النار، وتأخرت سيارة الإسعاف (ساعة ونصف الساعة) حتى التهم الحريق جل جسده.
ونفت الشرطية أن تكون صفعته، لكن نفيها وتبرئة المحكمة لها لم يمنعا انتقال النار التي أحرقت البوعزيزي إلى منطقة سيدي بوزيد ثم كامل البلاد لاحقا، وتحولت الكلمة التي قالتها الشرطية له بالفرنسية “D;eacute;gage” -أي ارحل- إلى شعار لثورة شعب بكامله ضد رأس الدولة ونظامه طلبا للكرامة والحرية ورفضا للفساد.
حكم بوتفليقة
استقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء 2 أبريل 2019 قبل أسابيع قليلة من نهاية عهدته في 28 أبريل، بعد مظاهرات شعبية عرفت بـالحراك خرجت خلال ستة أسابيع في كل جمعة رافضة لسلطته ومناهضة لمقترح التمديد أو التأجيل.
وعلى صعيد التطورات الراهنة، وقع رئيس الدولة بالنيابة عبد القادر بن صالح على مراسيم رئاسية بالجملة تضمنت إنهاء مهام وتعيينات بالجملة في مناصب تنفيذية في عدة وزارات وولايات، في خطوة بدت وكأنها قطع لأوصال المسؤولين التنفيذيين المعينين في حقبة الرئيس بوتفليقة.
صدرت في آخر عدد من الجريدة الرسمية (الرقم 40) مراسيم موقعة من طرف عبد القادر بن صالح تتعلق بإنهاء مهام الوالي المنتدب بزرالدة إبراهيم أوشان، ومرسوم آخر يعين عمار علي بن ساعدا في المنصب ذاته.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي