بيان للمجلس الإسلامي يثير غضب السوريين

بينما يعيش السوريون أسوء حالاتهم في تركيا، جراء عمليات الترحيل والملاحقات الأمنية الواسعة، التي أطلقتها السلطات التركية لترحيلهم بسبب أو دون سبب، لم يتوانى المجلس الإسلامي السوري عن التمجيد للسلطات التركية، ضاربا بكلماته عرض الحائط مآسي السوريين وعذاباتهم التي يتعرضون لها على يد من أسماهم المضيف الكريم، ببيان وصفه السوريين بالمخجل، والواجب سحبه بشكل فوري.

البيان الذي تغاضى عما يتعرض له السوريين بشكل يومي في تركيا، ولحظات الخوف التي يعيشونها، بسبب شبح الترحيل الذي بات يلاحقهم ويقض مضجعهم، أسموه كاتبوه بيان العلاقة الاخوية بين السوريين والأتراك، قال من صاغه ” إنّ المجلس الإسلامي السوري من موقع المسؤولية والواجب، يود إعادة التذكير والتأكيد على إن الأخوة التركية السورية في الماضي والحاضر والمستقبل، أخوة في الديانة والتاريخ والجغرافيا، ويجب على طرفيها الحرص على إدامتها والحفاظ عليها، والحذر من كل ما من شأنه تشويهها أو الإساءة إليها.

وبرر المجلس الإسلامي ماقامت به السلطات التركية، بطريقة أثارت غضب السوريين، كونه زور الحقائق وزيفها، في بيانه قائلاً “كانت تركيا حكومةً ومؤسسات وشعباً نِعم المضيف الكريم، وكان السوريون نِعم المعترف بالفضل والشريك في أمن واستقرار وازدهار بلدهم الثاني تركيا، وليست الممارسات التي ظهرت هنا أو هناك، من هذا أو ذاك إلا نشازاً يؤكد صحة قاعدة الأخوة الصلبة والمستمرة، مضيفأ إن السوريين أفراداً ومؤسسات يثمّنون ويتفهمون حرص الإخوة الأتراك على أمنهم القومي وسيادة قوانينهم، بل يساندونهم في ذلك ويعينونهم عليه.

ولم يرى المجلس السوري، أوعلى أقل تقدير لم يسمع، كيف كذب الأتراك على السوريين، عندما أجبروهم على التبصيم في وثائق لايعلمون مابداخلها ، مدعين أنهما من أجل تسليمهم كملك، ليتفاجؤوا بترحليهم في اليوم الثاني، حيث إعتبر المجلس، “أن السوريون معنيون بتفهم احتياجات إخوتهم في تركيا، ومطالبون بأداء النصيحة لهم فيما يرون فيه تحقيق مصالح تركيا الحالية والمستقبلية، والأتراك معنيون كذلك بإدامة قلوبهم وأبوابهم مفتوحة لإخوانهم الذين ألجأتهم يد الظلم والإجرام لمغادرة مؤقتة لبلدهم، مضيفأ، كان تعامل الإخوة الأتراك مع قضية السوريين العادلة مأثرة إنسانية، ونبراساً تستضيء به الأمم، واجبنا معاً الحفاظ على هذا المكتسب، وعدم السماح بتشويهه نتيجة اضطرارات آنية أو ممارسات فردية أو قرارات لا تأخذ بعين الاعتبار الظروف القاسية والصعبة التي سيعاني منها من تقع عليه، وكأن المجلس لم يرى أيضاً ان هذه الحالات الفرددية طالت آلاف السوريين.

وتابع البيان، المزور للحقائق، متحدثا عن نجدة الأتراك للسوريين، دون التعقيب على طرد السوريين وتشتيت شملهم، عندما قاموا بترحيل الإبن وأبقوا على الأم، أو العكس، بقوله ” إننا نعلن الى العالم أجمع، أنّ العلاقة الأخوية التركية السورية هي مثال يحتذى به في النجدة والنصرة من الأتراك، ومن الوفاء والتقدير والعرفان من السوريين.

وختم المجلس الذي من المفترض به، أن يكون منبر السوريين الصداح بالحق، بعد أن خذله من قبله، بيانه الذي شبهه السوريين بأنه يشبه كلام المفتي حسون ومن لف لفه، وهو يمجد بشار الأسد، بقوله “إنّ التأكيدات الرسمية حول تسهيلات سيتم اتخاذها عند تطبيق القرارات الخاصة، بتنظيم وجود ضيوف تركيا السوريين في المدن التركية المختلفة محل تقدير واحترام، والمجلس ينظر بعين الشكر إلى هذا التفاعل الطيب الأخوي المعروف من إخوتنا الأتراك مع إخوانهم السوريين.

البيان أثار غضب كبير في أوساط السوريين، حيث علق احدهم قائلاً “مؤسف جدا أنكم مشايخ لثورة نادت بالحرية وكسر قيود العبودية، أنتم لا تختلفون عن مشايخ نظام الاسد سوى بتغيير الوجهة، هم شبحوا للأسد وأنتم تشبحون لأردوغان ونظامه، لا بارك الله في مساعيكم التشبيحية الارتزاقية، والحمد والمنة له سبحانه وتعالى أن كشف حقيقتكم أمام السوريين، بينما قالت أخرى “ايمت رح تحكوا كلمة حق لصالح هالشعب المعتر ياترى؟”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي

Exit mobile version