مرصد مينا
أصدرت قطر ومصر والولايات المتحدة مساء السبت بيانا مشتركا أكدت من خلاله أن اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن يجمع مطالب جميع الأطراف بصفقة تخدم مصالحهم.
الخارجية القطرية ذكرت في بيان لها: “تدعو كل من قطر ومصر والولايات المتحدة مجتمعين بصفتهم وسطاء في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، كلا من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024”.
وأكدت الدول الثلاث في بيانها أن هذه المبادئ تجمع مطالب جميع الأطراف معا في صفقة تخدم المصالح المتعددة. كما أكدت الدوحة والقاهرة وواشنطن أن هذه المبادئ من شأنها أن تنهي بشكل فوري المعاناة الطويلة لكل سكان غزة وكذلك المعاناة الطويلة للرهائن وذويهم. وشددت على أن الاتفاق يقدم خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة.
في سياق متصل قالت “هآرتس” إن واشنطن تخشى من إحباط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جهود التوصل إلى صفقة بين تل أبيب وحماس لوقف إطلاق النار في غزة بسبب ضغوط من شركائه في الائتلاف الحكومي.
وأكد مسؤول أمريكي في تصريح للصحيفة الإسرائيلية أن “القلق الرئيسي في إدارة بايدن هو أن نتنياهو سينقلب على الصفقة تحت ضغط من شركائه في الائتلاف بقيادة الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين عارضا حتى الآن جميع الشروط المقترحة للصفقة”، مشيرا إلى أن حزب بن غفير صوت ضد الصفقة في نوفمبر والتي تم بموجبها إطلاق سراح العشرات غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “هذا شيء ليس لدينا سيطرة عليه”.
“هآرتس” ذكرت أنه وبعد 24 ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الصفقة الجديدة لم يصدر أي رد فعل من وزراء اليمين المتطرف، مشيرة إلى انه وبعد وقت قصير من تقديم بايدن الخطوط العريضة للصفقة، تم توجيه دعوة رسمية لنتنياهو لإلقاء كلمة أمام مجلسي الكونغرس في واشنطن.
وصرح المسؤول الأمريكي بأن الدعوة التي بادر بها رئيس مجلس النواب مايك جونسون من الحزب الجمهوري لم يتم تنسيقها مع البيت الأبيض، لافتا إلى أن الاستقبال الذي سيحظى به نتنياهو من أعضاء الحزب الديمقراطي سيواجه معارضة كبيرة من الجانب الديمقراطي إذا استمرت الحرب وما زال المختطفون في غزة، كما سيتأثر بسلوكه في الأسابيع المقبلة في ما يتعلق بالصفقة وإمكانية إنهاء الحرب.
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع أكد أن نتنياهو كان قد “رفض مقترحا مماثلا قبل بضعة أسابيع”، فيما لفت إلى أن “الأمريكيين عملوا بالتنسيق مع إسرائيل والدول الوسيطة ولم تكن هناك مفاجآت” وذلك في محاولة لتجنب إحراج إسرائيل وتجنب موقف مماثل لما حدث بداية شهر مايو حين رفضت تل أبيب مقترحا مصريا وافقت عليه حماس.
وأفاد تقرير الصحيفة بأن “الصفقة التي استعرضها بايدن تشبه إلى حد كبير الصفقة المصرية التي وافقت عليها حماس ورفضتها إسرائيل بداية مايو 2024، وتتضمن تسليم جثث القتلى وإطلاق سراح أسرى أحياء في المرحلة الأولى من الصفقة، والسعي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في القطاع في مرحلتها الثانية”.
المسؤول الأمريكي الذي وصفته الصحيفة بأنه “مطلع” شدد على المحادثات في هذا الشأن، على أن المسؤولين في تل أبيب باتوا “يدركون أنه لن يكون هناك صياغة عرض أفضل على المدى القريب”.
هذا، ونشر مكتب نتنياهو يوم السبت ردا جديدا باللغة الإنجليزية على مقترح الصفقة التي قدمها بايدن، وينص الرد الجديد على أن “إسرائيل ستواصل إصرارها” على هزيمة حماس قبل أي اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وأن أي اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار قبل استكمال تدمير قدرات حماس العسكرية، هو “غير قابل للتفاوض” بالنسبة لإسرائيل.
من جهتها أعلنت حركة “حماس” أنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من دعوته لوقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتبادل للأسرى.