مرصد مينا
رد حزب “القوات اللبنانية” اليوم السبت، على تصريحات عضو المجلس المركزي في “حزب الله” اللبناني نبيل قاووق الذي قال إن “حزب القوات اللبنانية، يستدرج العروض لدى السعودية وأميركا منذ العام 2009، ويسوّق نفسه ليعتمد في مهمة إشعال الفتنة والمواجهة مع المقاومة، وجاءت تسريبات ووثائق وكيليكس، لتكشف وتفضح مساعيها في طلب المال والسلاح لاستهداف المقاومة” حسب قوله.
قاووق لفت إلى أن أبرز حلفاء حزب القوات اللبنانية، منذ العام 2005 إلى العام 2009، قد تخلوا عن تحالفهم معه، لأنهم أدركوا أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يريد توريطهم في حرب أهلية جديدة، وقد قالوا لنا إن القوات لم تتغير، وأنها تعمل على مشروع واحد هو إشعال الحرب والصراعات، ولذلك لم يكن مستهجنًا ما أقدم عليه حزب القوات اللبنانية، في ارتكابه لمجزرة الطيونة، لأنه يتقاضى الأموال طيلة السنوات الماضية من أجل هذه المهمّة”.
بالمقابل صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، الذي يتراسه سمير جعجع، بيان قالت فيه: “تستغرب الدائرة الإعلاميّة في حزب “القوات اللبنانية” أشد الاستغراب أن يتهم من ينقلب على الدستور والدولة والمؤسسات قوى أخرى بما يقوم به منذ عقود في محاولة يائسة لتغطية فعلته الانقلابية، وهذا تحديدا ما ورد على لسان الشيخ نبيل قاووق من أن هناك فريقا سياسيا في لبنان مشروعه الانقلاب على التركيبة والهوية والمعادلات والتوازنات الداخلية والوطنية”.
وأضاف البيان: “انطلاقًا من الحرص على وضع النقاط على حروف الحقيقة، يهمّ الدائرة الإعلامية أن توضح النقاط الآتية:
– أولا، “حزب الله” هو أكثر فريق عمل على نسف الجمهورية اللبنانية من أساسها وضرب كل الفرص والطروحات والاتفاقات التي تسعى لبناء الدولة بدءًا بإنقلابه المتواصل على اتّفاق الطائف مع تمنّعه عن تطبيقه عبر رفضه تسليم سلاحه.
– ثانيا، “حزب الله” هو أكثر من عمل على ضرب الصيغة اللبنانية بروحيتها عبر استهدافه كل المكوّنات الرافضة للخضوع لإملاءاته ومصادرته القرار السياسي والسيادي، العسكري والامني، وانخراطه في حروبٍ عبثية دون العودة لا للدولة ولا للشعب اللبناني، فأغرقهم جميعا بوحول الدّمار ليتباكى بعدها بـ”لو كنت أعلم”، دليلا على قراراته الأحادية حيث لا صيغة ولا لبنانيين.
– ثالثا، “حزب الله” هو الذي اعتدى على التوازنات الداخلية فأدار سلاحه إلى الداخل، من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى اغتيال الصحافي لقمان سليم وما بينهما قافلة من الشهداء، مرورًا باجتياحه العاصمة في 7 مايو 2008 وممارساته الفتنوية في شويّا وخلدة وعين الرمانة وتهديده كلّ مَن يُعارضه وتخوينه كلّ مَن يُخالفه والخروج عليه تارةً بقمصان سود لضرب الحكومات الرسمية وطورًا بفرق الدراجات التي تحمل العصي على أحرار 17 تشرين.
– رابعا، “حزب الله” هو الذي شل الدولة لا بل أغرقها بالموت السريري، مع تحوّل كل الحكومات التي سيطر عليها عنوانا للفساد والصفقات والسمسرات ليحصل على غطاء سياسي لوجوده المسلح غير الشّرعي، وانغماسه في ممارسة كل الموبقات خارج إطار الدولة من التّهريب الذي اعتبره الشيخ صادق النابلسي في 18 أبريل 2021 بأنه جزء من عملية “المقاومة” وصولا إلى ابتداعه نظاما ماليا خارج إطار النظام المالي اللبناني.
– خامسا، “حزب الله” هو الذي أسقط كل أسس الحوار بعد أن سخر من اللبنانيين عبر جرّهم إلى طاولات التكاذب لإلهائهم بجلساتها الفلكلورية من ثم الانقلاب عليها بعد تمرير مخططاته الجهنّمية خارجها، من انقلابه على حوارات 2006 في تحويله الصّيف الواعد إلى ملتهب، و2008 بعد اجتياحه بيروت والجبل، و2012 بعد التنصل من اتفاق بعبدا قبل صياح الديك، وغيرها من جلسات النّفاق الوطني.
– سادسا، “حزب الله” جعل من التوافق بدعة لبنانية عنوانها الوحيد: “تتفقون على ما أقرره أو لا حياة ولا هناء ولا استقرار لكم ولوطنكم الذي أرفض هويته المتنوعة”، وهنا على الحزب ومن يطبل له أن يعلم أن “القوات” لن تقبل ومهما كان من أمر بهذه المعادلة الصّفراء لأنها معادلة قاتلة لأحلام اللبنانيين ولم تضعهم إلا بين مصيري الجوع والهجرة.
– سابعا، “القوات” هي أكثر مَن حملت ومازالت وستبقى مشروع الدولة اللبنانية الجامعة لكلّ أبنائها، وأكثر مَن سعى لتطبيق الدستور ومندرجاته كافّة، وما تسليمها السلاح بعد اتّفاق الطائف ورفضها تسليم قرار الدولة للسوريين ومن بعدها لـ”حزب الله”، ودفعها منفردة الثمن بالاعتقال والاضطهاد والتشويه ومحاولات التّحجيم البائسة اليائسة، إلا دليلا على ذلك”.
وأردف البيان: “أخيرا، ومع استمرار “حزب الله” في خطف القرار السيادي وإصراره على زرع أداة تابعة له مباشرة أو مواربة في كرسي الرئاسة الأولى، لن تتراجع “القوات” عن حراكها في التواصل مع اللبنانيين كلهم الذين يرفضون البقاء كمشاريع موت في مشروع إقليمي، بغية الوصول إلى تركيبة إنقاذية تستعيد الدولة من فم الدويلة”.