مرصد مينا
يتنافس ثلاثة أفارقة من بين ثمانية مرشحين على تولي منصب أمين عام منظمة التجارة العالمية، أكبر المؤسسات الاقتصادية في العالم، فبينما يتولى أمريكي دائما قيادة البنك الدولي، ويرأس أوروبي دائما صندوق النقد الدولي، لم يحظ أفريقي بتولي منصب مماثل.
المرشحون الثلاثة من أفريقيا هم، النيجيرية نجوزي أوكونجو إيويالا والكينية أمينة محمد والمصري عبد الحميد ممدوح، وفي حال فوز أحدهم بمنصب الأمين العام فقد تشعر القارة بأنها تنهض بدور على المستوى نفسه كبقية العالم.
يشار أن المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا تضطلع بوضع قواعد التجارة العالمية والفصل في النزاعات التجارية بين الدول، كما يفترض، وفقا لموقعها الإلكتروني، أنها “تفتح التجارة من أجل تحقيق مصلحة الجميع، إلا أنها تعثرت خلال السنوات الأخيرة في ضمان تحقيق توافق عالمي على المباديء الأساسية التي توقعها كل دولة، إلا أن أمين عام منظمة التجارة العالمية يتمتع بنفوذ، كما يحضر اجتماعات مجموعة السبع ومجموعة العشرين ويمكنه التوسط في النزاعات بين قادة العالم.
على الرغم من أن دور الأمين العام هو دور إداري في الأساس، إلا أن وجود قائد أفريقي للمنظمة قد يساعد في ضمان مراعاة مصالح القارة في أنشطة منظمة التجارة العالمية، وإن كانت المحادثات التجارية تبدو مقصورة على فئة معينة، وتُجرى خلف الأبواب المغلقة، إلا أن نتائجها قد تؤثر على حياة الجميع.
يتأثر الجميع بقواعد التجارة من التاجر الصغير الذي يعبر الحدود عدة مرات في الشهر، إلى المستهلك الذي يشتري سلعة مستوردة في السوق، إلى الشخص الذي يعمل في مجال الصناعة.
ويقول ديفيد لوك، رئيس مركز السياسة التجارية في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، بحيب بي بي شي: “لن تحقق المساعدات الخارجية ذلك لأفريقيا، بل التجارة، مثل أي مكان آخر عبر التاريخ”، مضيفا: “سيدرك الأفارقة العاديون أن رئاسة أفريقي لمنظمة التجارة العالمية ستظهر جديتنا بشأن التجارة”.
وتتوافق قواعد وأهداف الاتفاقية مع تلك الخاصة بمنظمة التجارة العالمية، ويساعد تولي مدير أفريقي للمنظمة في التوجيه نحو المزيد من الدعم للقارة، كما يمكن أن يتيح ذلك تقديم المساعدة الفنية والتحليل التجاري والخبرة السياسية، وتحقيق حلم إقامة تجارة حرة في أفريقيا على أرض الواقع، بيد أنه في الوقت الذي تتجه فيه أفريقيا الآن نحو بيئة تجارية أكثر حرية، يبدو أن خطاب الحمائية في مناطق أخرى في العالم يزداد.
وتواجه المنظمة الدولية تحديات كبيرة من بينها الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تعتمد مبدأ “أمريكا أولا”، الهادفة لتغيير المسار أمام الإيمان بالتجارة الحرة، فضلا عن تأثير القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا على حرية حركة البضائع.
كما أن رفض الولايات المتحدة الموافقة على التعيينات أو إعادة التعيين في هيئة منظمة التجارة العالمية، التي تستمع إلى الطعون المقدمة ضد قرارات المنظمة، قد ألقى بهذا الجزء الرئيسي من الهيئة التجارية في أزمة، ويهدد بتقويض منظمة التجارة العالمية ككل.
كما واجهت المنظمة تحديا لأنشطتها المتمثلة في وضع قواعد أساسية جديدة يمكن أن تتفق عليها جميع الدول. ففي عام 2001، أطلقت منظمة التجارة العالمية ما يسمى بجولة محادثات الدوحة، والتي كان من المفترض أن تضع ترتيبات جديدة لمساعدة الدول النامية.
وفيما يلي القائمة الكاملة للمرشحين لمنصب أمين عام منظمة التجارة العالمية:
محمد مزيد التويجري – السعودية
ليام فوكس – المملكة المتحدة
خيسوس سيد كوري – المكسيك
عبد الحميد ممدوح – مصر
أمينة محمد – كينيا
يو ميونغ هي – كوريا الجنوبية
نجوزي أوكونجو إيويالا – نيجيريا
تيودور أوليانوفيتشي – مولدوفا