مرصد مينا
أفادت شبكة ” MSNBC” الأمريكية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد لاستخدام استراتيجيته القديمة من خلال التوجه مباشرة إلى الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي مع اتساع هوة الخلاف مع إدارة الرئيس جو بايدن.
الشبكة الأمريكية أشارت إلى أن نتنياهو سبق وجرب هذه المناورة لأول مرة في عام 2015، عندما رفض اجتماعه بالرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، فرد نتنياهو بقبول دعوة القادة الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس.
وشكل خطاب نتنياهو الذي انتقد فيه مفاوضات إدارة أوباما مع إيران بشأن الاتفاق النووي، “مناسبة نادرة” دُعي فيها قائد أجنبي إلى قاعة مجلس النواب للتنديد بالسياسة الخارجية الأميركية. وانتقد الديمقراطيون حينها، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي باعتباره “إهانة” للولايات المتحدة، ورئيسها.
في هذا السياق أفاد موقع “أكسيوس” بأن الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب يبحثون دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي لإلقاء كلمة أمام الكونجرس.
يشار أن نتنياهو في العام 2015، حُرِم نتنياهو من فرصة إلقاء كلمة أمام الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، إذ اعتقد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أن هذه المحادثات لا ينبغي أن تُجرى على أساس حزبي.
وتأتي دعوة الحزب الجمهوري مع تزايد اتساع الفجوة التي يشعر نتنياهو أنها تفصله عن فريق بايدن، إذ أصبحت إدارة الرئيس الأميركي، وبعض حلفائها في الكونجرس “أكثر صراحة” في إدانة التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل في قصف غزة، وبدا ذلك واضحا في الخطاب الذي ألقاه شومر، الأسبوع الماضي، والذي وصف فيه نتنياهو، الذي يقود الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، بأنه “عقبة في طريق السلام”، وحض إسرائيل على “إجراء انتخابات جديدة”.
وإلى جانب أن هذه الاستراتيجية ليست غريبة على نتنياهو نفسه، فهي أيضاً استراتيجية أتقنها والده الراحل بنزيون نتنياهو، خلال الفترة التي قضاها كأحد الوجوه البارزة في جماعات الضغط في الولايات المتحدة لصالح السياسات المحافظة المؤيدة لإسرائيل.
وفق المؤرخ الأميركي رافائيل ميدوف لوكالة Telegraphic Agency اليهودية في عام 2012، فقد نجح نتنياهو الأب، الذي كان مؤرخاً وناشطا سياسياً، في إحراز تقدم مع الحزب الجمهوري في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي للضغط من أجل إنشاء دولة يهودية، وقضايا أخرى ذات صلة.
ثم جاء ابنه ليرسم مساراً مشابهاً، باللجوء إلى المشرعين اليمينيين في الولايات المتحدة، كلما ارتأى ذلك ضرورياً على الصعيد السياسي. رغم ذلك، لفت تقرير MSNBC، إلى أن “الظهور بمظهر المتوافق مع الحزب الجمهوري اليوم، لا يخلو من مخاطر على نتنياهو”.
وأشار التقرير إلى استطلاع رأي أجرته وكالة “أسوشيتد برس” الشهر الماضي، أظهر أن نصف الأميركيين يعتقدون بالفعل أن القصف الإسرائيلي “تجاوز الحد”.
وحذّر تقرير MSNBC من أن ربط الدعم لإسرائيل بالحزب الجمهوري “المتشدد والمؤيد للعرقلة في الوقت الراهن”، لن يؤدي إلا إلى “زيادة تنفير العديد من الأميركيين، والمخاطرة بتحويل الدعم لإسرائيل، الذي كان فيما مضى نقطة اتفاق بين الحزبين، إلى مجرد مسألة حزبية استقطابية أخرى”، بحسب موقع تلفزيون الشرق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، إن اجتياح رفح “ضروري لهزيمة حماس”، وإن “الحرب على غزة” مستمرة، كما انتقد دعوة زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، ووصفها بأنها “غير مناسبة على الإطلاق”.
وأفاد موقع “أكسيوس”، نقلاً عن اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ، بأن نتنياهو انتقد أمام الجمهوريين، شومر، وهو أرفع مسؤول يهودي منتخب في أميركا، واعتبر أن دعوته لإجراء انتخابات في إسرائيل “غير مناسبة على الإطلاق”.