دفن ثلاث وزارات وهاهو في الطريق إلى دفن الوزارة الرابعة، والبلد يغرق إلى مادون دون القاع، دون أن يرف للجنرال جفن، وكل ذلك من أجل :
ـ العهد القوي.
قوي بماذا؟
بغياب الدواء، واختفاء الطاقة، واستشراء الفساد، وسرقة مدخرات الناس، وتحويل اللبناني إلى جائع أو نصف شبعان.
ويتصدّق الإيراني على اللبناني بباخرة نفط لاتكفي السوق لربع اسبوع، فيما تغلق عليه نوافذ العالم لكل العام أو لأعوام.
ويكرر عون أهزوجته تحت عنوان “العهد القوي”، وهو فعلاً العهد القوي برئيس كسيح، وصهر يحوّل الدولة إلى غرفة نوم العريس، وقد بات واضحًا كل الوضوح أن الجنرال عون بلا هدف سوى “ترئيس الصهر”، حتى ولو على حساب البلد وأهل البلد، وعلى حساب شيبته، وقد بات ما له من الحياة لايساوي ما مضى من حياته، وقد تحوّل الجنرال إلى خصم للجميع:
ـ خصم لحركة أمل الذراع الشيعي الأوسع.
ـ لوليد جنبلاط.
ـ لتيار المستقبل ودار الافتاء وسنّة لبنان.
ـ لسمير جعجع والقوات.
ـ لآل الخازن بما يمثلون.
ـ لتيار المردة.
ـ لحزب الكتائب.
والقريب منه، بعيد عنه، أو له سطوة عليه، كما لو زواج الاغتصاب في حالة حزب الله، وفي أحسن الحالات زواج المسيار كما مع طلال أرسلان، حتى لم يتبق للجنرال وبالاعتذار من غابرييل غارسيا ماركيز من يكاتبه.
ومازال يحكيها، ودون أن يرف له شرف:
ـ العهد القوي.
العهد القوي بماذا ياجنرال:
باللعنات التي تصل مسامعك من على منابر محطات البنزين؟
باللعنات التي تصل مسامعك من على بوابات الصيادلة والمشافي؟
من على مقاعد المدارس التي خلت من التلاميذ بعد أن بات الكراس المدرسي معجزة والقسط المدرسي شبه مستحيل.
ويخافون من الفوضى الأمنية، كما لو أن الفوضى الرئاسية أقل فوضى من فوضى الشارع وفوضى السلاح، وكما لو أن فوضى السلاح أقل عنفًا من فوضى المجاعات.
والقصة تختزل بـ :
ـ الشرف.
ومن قال أن الشرف مادة ثانوية في حياة الأمم؟
ومن قال أن فقدانه لايميت وأن حضوره لا يحيي؟
ومن قال أن لهذا الجنرال شرف؟
هذا لبنان وقد انهار.
انهار كليًا، حتى ناله الضعف كل الضعف، وفوقه نسمع بـ :
ـ العهد القوي.
لا يا سيادة الجنرال هذا يسمونه:
ـ العهر القوي.
ومنك السماح.