بين لحظة وأخرى “لبنان التحوّل الكبير”

زاوية مينا

الحرب الشاملة أو التوقف عند قواعد الاشتباك؟ هو السؤال القلق لبلد جيشه بلا سلاح وحكومته معطّله، والحياة فيه تستحيل يوماً بعد يوم إلى “حياة مستحيلة”.. قواه وأحزابه بلا توافق وطوائفه ومذاهبه فوق خط التوافق ودون خط الاشتباك، أحراشه تلتهمها شرارة، وفرص الحياة فيه معدومة لولا تحويلات المهاجرين.. يستفرد بمصيره حزب واحد، وعلى حدوده قوّة تتقن فن التدمير، وفي هذه المساحة يخرج حسن نصر الله ليهدد ويتوعد ويدفع نحو حرب إذا ما وقعت لا تبقي ولا تذر، وفي آخر تجلياته إطلاق فيديو يرصد خط طائرة مسيرة نفذت إلى قلب إسرائيل استعراضاً لمقدراته على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وزير خارجية إسرائيل “يسرائيل كاتس” يعلن إن بلاده كانت قريبة من التوصل إلى قرار بشأن الذهاب إلى الحرب، محذرا من أنه “حال نشوب حرب شاملة، ستتعرض جماعة حزب الله للتدمير، وسيتلقى لبنان ضربة موجعة” ورداً على سؤال:

ـ ماذا لو اخترق حزب الله قواعد الاشتباك؟

مناصرون لحزب الله يقولون أن بمقدرة حزب الله توجيه ثلاثة آلاف صاروخ دفعة واحدة إلى إسرائيل، ويزيدون “بإمكان حزب الله تحويل إسرائيل إلى العصر الحجري”، و “بإمكانه توجيه ضربات إلى أهداف حيوية استراتيجية إسرائيلية في مرمى صواريخ حزب الله، مثل مصانع البتروكيماويات ومستودعات النفط ومحطات الطاقة، فضلا عن الأهداف البشرية في المستوطنات أو الأهداف العسكرية” ويضيفون “التقديرات تشير إلى امتلاك حزب الله نحو ١٣٠ ألف صاروخ قادرة على إغراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة وضرب المدن الكبرى”.

على الجانب الآخر يرى إسرائيليون أن إعلان الجيش الإسرائيلي عن خطط عملياتية لهجوم في لبنان، يأتي في إطار تفكير دفاعيّ-هجوميّ مفاده أن “إسرائيل لن تنتظر خطوة حزب الله الهجومية وستعمل على استباقها”.

الخبير الإسرائيلي إيدو زلكوفيتش، وهو خبير في الشؤون الفلسطينية بجامعة حيفا يقول: “إن أحدا لا يستطيع أن يردع إسرائيل”.

يوسي كوبر فاسر، رئيس الأبحاث السابق لدى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يرى أن التوترات على حدود إسرائيل الشمالية لا تزال “في طور التصعيد الخاضع للسيطرة”.

ويوضح كوبر فاسر أن “اعتماد الجيش الإسرائيلي خططاً عملياتية لهجوم في لبنان”، هو “جزء من جهود تستهدف إرسال رسالة إلى حزب الله لخفض أنشطته كما تستهدف إظهار استعداده للمضي قُدما صوب نوع من التسوية”، حسبما نقلت صحيفة الوول ستريت جورنال.

وفي عام 2006، اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله استمرت رحاها زهاء 34 يوما، وانتهت إلى طريق مسدود. ومنذ ذلك الوقت، تعزز الجماعة اللبنانية ترسانة أسلحتها، فضلا عن أنها اكتسبت خبرة ميدانية كبيرة في سوريا بالقتال إلى جانب قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني مسانَدةً لبشار الأسد في الحرب الأهلية التي انزلقت إليها بلاده.

القوّة والقوّة المقابلة لا تعني اللبنانيين، ما يعنيهم هو ما سيلحق بهم من دمار، فهذه قرى الجنوب اللبناني باتت “ممسوحة” سكّانها بلا حول ولا طول، وكل حرب والدمار يزيد، والفقر يزيد، وطريق الحياة إلى الانسداد.

بين لحظة واخرى قد يأتي التحوّل الكبير فيما حزب الله من يقرر.. وحده يتخذ القرار ويأخذ البلد إلى الدمار.

Exit mobile version